تتناول هذه الدراسة الصراع الذى نشب فى الأردن بين قوات الجيش الأردني بقيادة الملك حسين, وقوات فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات, فى الفترة ما بين (17 – 27) سبتمبر 1970. إعتبارا من يوم (17) سبتمبر تحرك الجيش الأردنى بناء على تعليمات الملك حسين ومستشاريه العسكريين لوضع نهاية لوجود فصائل المقاومة والتى بدأت تشكل قوة سياسية وعسكرية منافسة لسلطة الملك حسين فى الأردن, وذلك بقصف معكسرات وأماكن تجمعات المقاومة والفلسطينيين بنيران كثيفة ومتصلة. وأدرك قادة المقاومة أن الملك حسين يخوض هذه المعركة لتصفية وجود المقاومة, وإنه سيمضى إلى النهاية. فقررت كل الفصائل الفلسطينة خوض هذه الحرب والتى لم تتوقف سوى بعد عشرة أيام من المعارك الضارية, بتدخل ووساطة مباشرة من المؤتمر القمة العربى الطارئ الذى عقد فى القاهرة على مستوى الملوك والرؤساء العرب فى الفترة ما بين (22- 27) سبتمبر 1970. وخرجت المقاومة الفلسطينية من هذه الحرب مثخنة بالجراح, وكان ذلك تمهيدا لطردها من الأردن نهائيا فيما بعد.