ظهرت بوادر الخلافات بين الحلفاء الغربيين من جهة و الإتحاد السوفيتي من جهة ثانية قبل استسلام ألمانيا وفي نهاية الحرب و جاءت المسألة الألمانية لتزيد الإنقسامات بين الطرفين.
وفي النهاية تم الإتفاق علي تقسيم ألمانيا إلي أربعة مناطق إحتلال (الإتحاد السوفيتي – الولايات المتحدة – بريطانيا – فرنسا) أما عن العاصمة الألمانية برلين فقد وقعت في المنطقة السوفيتية وتم تقسيمها إلي أربع مناطق إحتلال علي نفس المنوال السابق ذكره.
ثم عقد مؤتمر موسكو في 10 مارس 1947 وتم فيه مناقشة قضية ألمانيا و لكن فشل المجتمعون في الوصول إلي إتفاق بشأن الأسس الجوهرية للسياسة التي ينبغي إتباعها تجاه مستقبل ألمانيا, وبذلك يعتبر مؤتمر موسكو مرحلة هامة في تطور الحرب الباردة إذ علم الجانب الغربي أنه لا أمل لهم في مفاوضة السوفيت إلا من مركز قوة.
وفي نوفمبر 1947 عقد مؤتمر لندن لمجلس وزراء الخارجية وأطلق عليه مؤتمر (الفرصة الاخيرة) و مع ذلك فلم تتوصل القوي الغربية الثلاث مع الإتحاد السوفيتي إلي حلول لكثير من المشاكل العالقة.
وكرد فعل علي ذلك إتجهت القوي الغربية إلي تنشيط مناطق إحتلالهم إقتصادياً من خلال تجديد العملة عن طريق إستبدال مارك الرايخ الذي لا قيمة له بعملة جديدة وهي المارك الألماني ذو القيمة الثابتة و المقبولة عالمياً.
مما دفع الإتحاد السوفيتي لفرض حصار علي مدينة برلين في 24 يونيو 1948 حيث تم محاصرة المدينة و قطع كل الطرق والخطوط الحديدية و الطرق المائية و طرق السيارات التي تصل بين العاصمة و بين مناطق الإحتلال الغربية الثلاث.
هنا قامت الولايات المتحدة الامريكية و بريطانيا بمد جسر جوي إلي برلين الغربية لإمدادها بالمؤن والطعام و الفحم عن طريق النقل بالطائرات وكان هذا ضربة كبيرة للحصار السوفيتي, وفي نهاية المطاف تم الإتفاق علي رفع الإتحاد السوفيتي لجميع القيود التي فرضها بين المناطق الغربية و برلين بعد ما تبين للسوفيت عدم جدوي الحصار.