أكدت جميع الآداب الغربية والعربية على أهمية فن المقال, ومكانته البارزة في الأوساط الأدبية ثم الصحفية, واعتبر رواد هذا الفن أن كاتب المقال يمتلك من القدرة الإبداعية العالية التي تمكنه من نقل ما يجول بخلده بالطريقة التي يراها تناسبه وتوافق ذوق الجمهور الذي يقرأ له. المقال الصحفي هو فكرة يقتنصها الكاتب الصحفي من خلال معايشته الكاملة للأنباء والآراء والاتجاهات والمواقف والمشكلات, ومن ثم عرضها على القراء, وفي حركة المجتمع يقوم بعرضها وشرحها وتأييدها أو معارضتها في لغة واضحة, وإسلوب يعكس شخصيته وفكره, وتنشر في الموقف المناسب وفي حجم يتلائم مع نوعيتها وأهميتها ونتائجها المستهدفة.
ظهر المقال الصحفي الأردي في شكله الأول على هيئة مقالات شخصية تعرض رؤى خاصة وتوجيهات إصلاحية, وما لبث أن تأثر رواد هذا الفن بالآداب الغربية والعربية, وتأثر الفن ذاته بما مرت به شبه القارة من ثورات وأزمات عاصفة. يعتبر المقال الساخر من أقدم أشكال المقالات الصحفية الأردية وكان له رواد كُثر من أهم رواد الصحافة الأردية.
يحتل المقال الصحفي الأردي المعاصر مكانة هامة على ساحة اللغة الأردية اليوم, واتخذ أشكال عديدة كالمقال الافتتاحي الخاص برؤية الجريدة الخاصة, ومقال الرأي الذي يعبّر عن رأي صاحبه وتأتي لغته في درجة أقل قواعديًا وأدبيًا, والعمود الصحفي الذي يتنوع ويختلف في محتواه بين كاتب وآخر.