احتلت "الذات النسوية" مكان الصدارة في المناقشات الفلسفية، حيث قدمت النسويات أسئلة مفصلية حول الهوية الشخصية، والفرد، والجسد، والممارسات الاجتماعية، والتخيلات الثقافية، لتعالجن كل ما له صلة بالأنثوي نفسيًا واجتماعيًا وسياسيًا وثقافيًا. واهتم النقد النسوي بتفكيك ميتافيزيقا الذات الإنسانية والاهتمام – بشكل موسع – بالذات النسوية، إلى جانب إعادة هيكلة القضايا الأخلاقية والبيولوجية والاجتماعية للمرأة وطموحاتها السياسية. لذلك أرادت "لوسي إيريغاري" – من خلال تحليلاتها الفلسفية المهمة – إطلاق سراح الذات الأنثوية من إسر عالم الرجل، حيث اهتمت بالافتراضات الجنوسية في أعمال كل من "فرويد" و"لاكان" مستخدمة منهجًا تفكيكيًا قدمت – على أساسه – نظرية التحليل النفسي متضمنة أساليب لغوية وثقافية بين الرجال والنساء.
والبحث الذي نعرض له يوضح أهمية الذات الأنثوية في مجال النقد النسوي، وتفكيك التقاليد الأبوية من أجل تحديد قيم جديدة مناسبة لهوية المرأة. ويتناول البحث بالعرض والتحليل معنى التحليل النفسي للأنوثة عند "لوسي إيريغاري"، كذلك الاختلاف الجنسي بين المرأة والرجل، حيث رأت أن المجتمع يكبت المرأة بنظمه وقوانينه ومؤثراته وضغوطه؛ ويعوق هذا الكبت نموها الفكري والنفسي، ويحول دون تحررها من السلبية والاعتماد على الآخرين.