قامت عدة حركات دينية في إقليم البنجاب؛ منها ما هي هندوسية مثل حركة بهگتى، ومنها ما هي سيخية مثل الحركة السيخية، وكان كلاهما نتاجًا لتأثرهم بالتعاليم الإسلامية نتيجة اتصالهم بالمسلمين، وكانت تلك الحركات محاولة من محاولات التوحيد بين الأفكار الدينية المتشابهة في العقائد المتباينة خاصة الهندوسية والإسلام، واختيار عدد من الأفكار من كل عقيدة وضمها جميعًا في نسق واحد.
ورغم أن حركة بهگتى في البداية كانت حركة مقاومة للإسلام، إلا أنها انحرفت عن الخط الأساسي واتجهت إلى التصالح مع الإسلام. وبعد هذه الحركة ظهرت الحركة السيخية على يد "نانكـ"، وكانت البنجاب هي أرض السيخ التاريخية، وتعتبر السيخية هي آخر العقائد الكبيرة التي ولدت في أرض الهند، فقد سعى الدين السيخي أن يشكل دينًا مستقلًا بذاته بعيدًا عن الإسلام والهندوسية معًا، ومن ثم كان نواة لخلق جماعة دينية سياسية لعبت دورًا كبيرًا في البنجاب، إلى أن غيَّر "گوبند سنگهـ" كيان السيخ، وظهرت كطائفة مستقلة لها طابع عسكري، وهكذا تحولت من طائفة مسالمة إلى طائفة محاربة شديدة العداوة للهندوس والمسلمين. ونتيجة لاضطهاد السيخ للمسلمين قام "أحمد سيد بريلوي" بحركة الجهاد، وهي حركة دينية إسلامية قامت للتخلص من سيطرة السيخ، والجهاد ضد الإنجليز أيضًا، إلا أن المجاهدين قد هُزموا في هذه الحرب عام 1831م في بالاكوٹ، واستشهد "سيد أحمد بريلوي"، و"شاه إسماعيل" وعدد لا يحصى من أصدقائهم.
وهكذا كان للبنجاب نصيب وافر في ظهور الحركات الدينية على أرضها، والتي صنعت لها تاريخًا مميزًا ومختلفًا غنيًا بالأحداث والتطورات التي شهدتها أرض البنجاب.