الثقة الاجتماعية هي مؤشر مهم للاستقرار السياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى المجتمع المتجانس. يدرس هذا البحث الثقة الاجتماعية في الكويت لتحديد طبيعة الثقة الاجتماعية والعوامل المرتبطة بها من خلال نهج البحث الوصفي المقارن. يركز هذا البحث على الثقة الاجتماعية بصوره عامة والشعور باستغلال الثقة لمصالح شخصية. تشمل الدراسة العوامل الديموغرافية ارتباطها بالثقة بشكل عام. تشمل الدراسة أيضا أثر العوامل الديمغرافية على شعور الشخص باستغلال ثقته بالأشخاص لمصالحهم الشخصية. تستنتج الدراسة بأن الثقة بصوره عامة تقع على المستوى المتوسط بين الافراد. وتفسر هذه الدراسة بأن سبب المستوى المتوسط هو طبيعة الثقافة الكويتية والعادات والتقاليد التي تحث على التواصل الاجتماعي وبالتالي تولد مستوى عالي من الثقة في الاخرين. ولكن تصاعد التوتر الساسي في الكويت وقضايا الفساد التي تنعكس بصوره سلبية على المجتمع أدى بتدني المستوى العالي للثقة الى المستوى المتوسط. تضيف الدراسة بأن المستوى الأكاديمي ومستوى الدخل أكثر العناصر الديمغرافية التي تأثر على الثقة بصوره عامة عند الافراد. وتفسر الدراسة أثر المستوى الأكاديمي على الثقة بأن الافراد التي يتمتعون بمستوى تعليمي ليدهم قدره أكبر في قراءة الناس وتقدير الموافق ومنح ثقتهم بمن بالإضافة الى عدم النظر والحكم على الأخرين بناءً على جنسهم او اصولهم او عرقهم. اما بالنسبة لعلاقة مستوى الدخل بالثقة فتفسر الدراسة بأن الافراد الذين يتمتعون بدخل عالي يمتلكون شبكة اجتماعية أكبر ومصالح مشتركة من جميع طوائف المجتمع. بالإضافة الى ذلك استقرارهم المادي والاجتماعي يشكل لهم نوعاً من الأمان وعدم الخوف من الاخرين. اما بالنسبة لشعور الافراد لاستغلال الاخرين لثقة فقد كانت النسبة عالية جداً. وتفسر هذه النسبة العالية من خلال عمليات النصب والاحتيال الي مره بها المواطنون من قبل افراد وشركات في الكويت وتصدت الرأي العام. وتبين ان فقط الحالة الاجتماعية (الزواج والطلاق) المؤثر الوحيد من العوامل الديمغرافية على الشعور باستغلال الثقة وتفسر الدراسة هذه العلاقة على ان الزواج مبنى على الثقة وفي حال الخياطة او الطلاقة يشعر الزوج او الزوج بأن تم استغلال ثقته من قبل الطرف الاخر.