فرضت التحولات العلمية والتكنولوجية والبيئية والتطور المتسارع في ميادين العلم والمعرفة وما نتج عنها من تغييرات، على الفكر الإنساني إعادة النظر في أسس تنظيم المعرفة ، وضرورة إيجاد جسور بين التخصصات، فالجامعة والمراكز البحثية هي المكان المناسب تمامًا لتطوير البحث العلمي، وفي وامكانها متابعة التطورات في التخصصات الأساسية. ومن ثم بدت الحاجة ملحة إلى ما يسمى بالدراسات البينية Interdisciplinary Researches لمواكبة احتياجات المجتمع ومتطلبات التنمية، لتشكل مجالاً خصباً للباحثين في العصر الحديث، لما تمثله من أهمية لدراسة ظواهر المجتمع المختلفة، وقضاياه ومشكلاته المعقدة التي تحتاج إلى عبور الحواجز والقيود المعرفية فيما بين العلوم الاجتماعية والطبيعية. يدور حول التكامل Integration، فالتكامل يعنى حرفيّاً “العمل معاً، تلك البحوث مجالاً خصباً للباحثين في العصر الحديث، لما تمثله من أهمية في دراسة ظواهر المجتمع المختلفة، وقضاياه ومشكلاته المعقدة التي تحتاج إلى عبور الحواجز والقيود المعرفية فيما بين العلوم الاجتماعية والطبيعية. ومنها التربوية. فالمتأمل للأبحاث التي تناولت العملية التعليمية، نجدها تتنوع في مجال البحث التربوي ما بين التربية المقارنة والإدارة التعليمية وتعليم اللغات والتربية الخاصة، وتعليم الرياضيات، والتربية الخاصة، وتكنولوجيا التعليم، وضمان الجودة، وعلم الاجتماع، وعلم النفس التربوي، بالإضافة إلى التربية الموسيقية... إلخ. كما يعاني وضع العلوم الاجتماعية والإنسانية، والعلوم الطبيعية من الشرنقة والتقوقع، وتفتيت كل نقاط أو خيوط التشبيك المعرفي، وضعف تناول الاتجاهات البينية هذا النهج من الدراسات وضعف مصادر المعرفة عنه لدى الباحثين بسبب انخفاض المستوى المعرفي الملحوظ عند بعض الأكاديميين، لذلك فإن التوجه نحو الدراسات البينية سيسهم في توسيع دائرة البحث التربوي بوصفها تعتمد على التفاعل المعرفي ليست هدفًا في حد ذاتها، بل وسيلة لدعم جهود بحثية لمواجهة مشكلات مجتمعية، وتعزيز بيئة تنافسية، يمكن من خلالها الحصول على المعرفة من خلال تكامل وصياغة مجالات بحثية جديدة.