تعد السياسة التعليمية، من أبرز مصادر تشكيل الهوية الوطنية، خاصةً في ظل التحولات العديدة، والتوجُّهات العالمية، والانفتاح الثقافي، والتطور التكنولوجي، الذي فرض على التعليم وسياساته، المواكبة من جانبٍ، والضرورة في الحفاظ على هوية المجتمع من جانبٍ آخر، الأمر الذي ينعكس بدوره على كافة جوانب التعليم، لاسيّما الذي يتعلق بسياسة المناهج الدراسية، وسياسة التنمية المهنية للمعلمين؛ لما لهما من دورٍ بارزٍ في تكوين شخصية التلاميذ، وتعزيز هويّتهم الوطنية. وانطلاقًا من ذلك فقد سعى البحث إلى نقد سياسات تطوير التعليم الابتدائي في دعم الهوية الوطنية بجمهورية مصر العربية؛ من خلال تحديد خصائص سياسات تطوير التعليم، وخطواتها، ومبرراتها، ومجالاتها، ومتطلبات نجاحها، فضلًا عن تحديد أبعاد الهوية الوطنية التي يجب تضمُّنها في السياسة التعليمية، وبيان أهم المنطلقات، والمعايير التي يمكن الاستناد إليها في الرؤية النقدية لسياسات تطوير التعليم الابتدائي في دعم الهوية الوطنية بجمهورية مصر العربية. وبالرجوع إلى تحليل الوثائق الرسمية، والممارسات الفعلية لسياسات تطوير التعليم، توصّل البحث إلى أنّ الهوية الوطنية في سياسات تطوير التعليم الابتدائي بجمهورية مصر العربية - ظهرت بصورة جلية في الوثائق الرسمية، التي ركّزت فحسب على بعض أبعاد الهوية الوطنية دون بعضها الآخر. كما أشارت ممارسات الواقع إلى أنّهُ ثمة ضعف في عناية سياسات تطوير التعليم بدعم الهوية الوطنية بالمرحلة الابتدائية، فضلًا عن ضعف تركيزها على الجانب الكيفي في التطوير، وهو ما يتطلب أنْ تكون فلسفة سياسات تطوير التعليم، وأولوياتها، منطلقة من الحفاظ على الهوية الوطنية ودعمها، خاصةً في المراحل التعليمية الأولى.