عرضت الدراسة لجدلية العلاقة بين التعليم الجامعي والفكر المتطرف؛ من خلال تحديد مفهوم التطرف الفكري،  ورصد أهم الخصائص والملامح الأساسية للشخص المتطرف، والوقوف على أهم الأسباب التي تقود الشباب الجامعي لممارسة الفكر المتطرف، وربطها بالسياق السياسي، والاجتماعي، والثقافي، والديني، والاقتصادي، وبيان أهم الآثار المترتبة عليه, وعرض لجدلية العلاقة بين التعليم والتطرف والعنف والإرهاب، واستعراض بعض الخبرات في مواجهة ظاهرة التطرف، وتناول متطلبات البيئة الجامعية وجهودها لمواجهة الفكر المتطرف، وتشخيص الواقع الحالي للجهود التربوية للجامعات المصرية بصفة عامة، وجامعة القاهرة بصفة خاصة، حيث اتخذت الدراسة الحالية من جامعة القاهرة أنموذجًا، تعرض لجهودها التربوية المتعددة فى مواجهة الفكر المتطرف لدى طلابها، ووظفت الدراسة المنهج النقدي في تحليل جوانب الدراسة المختلفة.          وخلصت الدراسة إلى أنه لتحقيق علاقات تربوية إيجابية تسهم في مواجهة الفكر المتطرف لا بد من تغييرات تمس المجتمع في تمثلاته حول تربية الفرد ككائن إنساني مستقل يحتاج إلى أن يتدرب عقله على ممارسة التفكير النقدي والعلمي والمساءلة والنقد والإبداع، والحوار، وقبول الآخر، والتسامح،  والتعايش السلمي، والمرونة، وثقافة المواطنة، وحقوق الإنسان، مع التأكيد على أن كل تلك المفاهيم  تتعارض بطبيعتها مع مفاهيم أخرى من قبيل: التطرف والكراهية والعنف والإرهاب، سواء في المواقف العقائدية أو السلوكية.     وطرح البحث تصور مقترح لتفعيل الجهود التربوية للجامعات المصرية في مواجهة الفكر المتطرف، وذلك انطلاقًا من أن مسؤولية مواجهة الفكر المتطرف تقع على مختلف مؤسسات المجتمع، بدءًا من الأسرة، وامتدادًا إلى المؤسسات التعليمية والإعلامية والدينية والثقافية والفكرية، ويعتبر التعليم الجامعي عنصرًا رئيسًا في مجموعة العناصر المتكاملة التي تسهم في مواجهة الفكر المتطرف، وجاء التصور المقترح متضمنًا عرضًا لفلسفته وأهم منطلقاته، والأهداف الذي يسعى إلى تحقيقها، والآليات اللازمة لتحقيق التصور المقترح، وصعوبات تطبيق التصور المقترح وكيفية التغلب عليها.