لقد مَنَّ الله تعالى على هذه الأمة بحفظ كتابه وسُنَّة رسوله ‘، ويسرَّ لها من العلم والهدى ما تصفو به عقيدتها وتصحُّ به عبادتها. وقد خصها سبحانه بعلماء أجلاء ورثوا تركة نبيها ‘، ونشروا شريعته. وأحيوا ما غفل عنه الغافلون من سنته. وممن كان له لسان صدق في الآخرين من العلماء الربانيين، والأئمة المهديين: ابن القيم، وكذلك طائفة من علماء الحنابلة المحققين؛ كعبد الله بن أحمد، وابن بطة، وابن منده، وغيرهم.
ومن هنا تم اختيار البحث في مسألة مهمة من مسائل العقيدة، فكان عنوان البحث: "التوافق بين القيم والمحققين من الحنابلة في مسائل الإيمان باليوم الآخر"، وقد تناول البحث ثلاثة مباحث، عرضت من خلالها توافقهم على تأكيد الإيمان باليوم الآخر، الله عليه وسلم، وما يكون في البرزخ، وقيام الناس من قبورهم، والحساب، والجنة والنار، وذلك بهدف بيان العقيدة الصحيحة التي أفادها ابن القيم والأئمة من الحنابلة السابقين في مسائل المعاد، والحساب، والجنة والنار.
وقد توصلت في هذا البحث من خلال المنهج الاستقرائي والمقارن إلى نتائج مهمة، منها: توافقهم على إثبات الإيمان بالبعث بعد الموت، وأن الله يعيد الأرواح إلى الأجساد يوم القيامة، كما جاءت به النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وعلى الحساب يوم القيامة، حيث يُحشر الناس حفاة عراة للحساب، وأن من أنكر ذلك كان كافرًا، وأن الجنة والنار حق، وأنهما مخلوقتان لا تفنيان مستدلين بآي الكتاب والسنة المستفيضة وأقوال السلف.
الكلمات المفتاحية: 
  التوافق، ابن القيم، الحنابلة، الإيمان، اليوم الآخر.