يهدف هذا البحث إلى دراسة جوانب التأمل الفلسفي في شعر ابن ظهير الإربلي، مسلطاً الضوء على ملامح التأمل الفكري والمعرفي في قضايا الحياة. تأتي أهمية الدراسة من كونها تتناول شاعراً قلما تطرقت إليه الدراسات، وتكشف عما تحمله نصوصه من رؤى تتجاوز التقليدية لتتناول مواضيع كبرى كالوجود والموت والمكان. اعتمدت الدراسة منهجاً نقدياً تحليلياً يقوم على قراءة عميقة لأبيات الشاعر، وتستخلص الرموز والمعاني الفلسفية التي تتخللها، حيث برزت في شعره تأملات حول الحياة وطبيعة الإنسان وأسرار الكون. وقد نظمت الدراسة في محاور رئيسية، يتناول أولها مفهوم التأمل بوصفه منهجاً فلسفياً في الشعر، وثانيها عالج الموت باعتباره قضية وجودية تُحفّز التساؤل حول الحياة والمصير، وثالثها يستحضر المكان والطبيعة كونها عناصر تعكس رؤى الشاعر وتأملاته في محيطه وعلاقته بالوجود، فضلًا عن الزمان ودوره في تجربة الشاعر تأملياً وفلسفياً. توصلت الدراسة إلى أن تجربة ابن ظهير الإربلي الشعرية لا تقتصر على العاطفة والخيال فحسب، بل تنطوي على بنية فلسفية تمزج بين تجربة الحياة الفردية والرؤية الكونية، ما يجعله متميزًا في تحويل الشعر إلى فضاء للتأمل، وبذا يتجاوز المعاني السطحية إلى آفاق فكرية سامية. وتوصي الدراسة بإجراء المزيد من الأبحاث حول التأمل والأثر الفلسفي في الشعر العربي بالقرن السابع الهجري، وتحديدًا حول شعراء لم يُسلَّط عليهم الضوء الكافي وذلك لخلق فهمٍ متكامل بين الشعر والفكر.
الكلمات الدالة: التأمل الفلسفي، الوجود