هدفت هذه الدراسة إلى بناء برنامج تدريبي مكثّف حول تقنيات الثورة الصناعية الخامسة موجه لأعضاء هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في كلية التربية، وقياس فاعليته في تطوير مهاراتهم الرقمية التدريسية، وتحسين اتجاهاتهم نحو تلك التقنيات، واستخدم الباحث المنهج شبه التجريبي Quasi-experimental بتصميم المجموعة الواحدة بقياسين قبلي وبعدي، وقياس الفرق بينهما من خلال الاختبار التائي (One-Sample t-Test)، تكوّنت عينة الدراسة من (29) عضوًا وعضوة تدريس من كلية التربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقام الباحث بتصميم أداتين مخصصتين لهذه الدراسة. الأولى لقياس اتجاه أعضاء هيئة التدريس نحو تقنيات الثورة الصناعية الخامسة، والثانية لقياس مهاراتهم التدريسية الرقمية. وبعد تنفيذ البرنامج التدريبي المكثّف، توصلت النتائج إلى وجود أثر ذي دلالة إحصائية للبرنامج على اتجاهاتهم نحو تقنيات الثورة الصناعية الخامسة، في حين توصلت النتائج إلى عدم وجود أثر ذي دلالة إحصائية للبرنامج التدريبي على مهارات أعضاء هيئة التدريس الرقمية، وفسَّر الباحث هذه النتيجة بأن الرغبة كانت موجودة (مسبقًا) لدى أعضاء هيئة التدريس من خلال المشاهدات اليومية لهذه التقنيات (بالرغم من عدم معرفتهم العميقة بها)، وبعد التعرّف عليها وكيفية توظيفها في أعمالهم التدريسية، تحسّن لديهم الاتجاه نحوها بشكل واضح وملحوظ (وذو دلالة إحصائية)، ولكونها تقنيات جديدة وغير مألوفة لديهم، فقد يحتاج الأمر مزيدًا من الوقت، كي يكونوا قادرين على توظيفها خلال أعمالهم التدريسية، لذا لم تكن النتائج ذات دلالة إحصائية بما يتعلق باستخداماتهم الرقمية. واختتم الباحث الدراسة بعدد من التوصيات التي كان أهمها: التركيز في برامج التطوير المهني على محتويات تدريبية متخصصة في توظيف تقنيات الثورة الصناعية الخامسة في المواقف التدريسية، والاستمرار في تقييم البنى التحتية التقنية في الجامعات، والتأكد من مواكبتها للتقنيات الحديثة، وإجراء دراسات مماثلة للتعرف على متغيرات أخرى في بيئة التعليم الجامعي غير المتغيرات التي تم استقصاؤها في هذه الدراسة. الكلمات المفتاحية: الثورة الصناعية الخامسة. التعليم المصغّر. مهارات أعضاء هيئة التدريس الرقمية. اتجاهات أعضاء هيئة التدريس نحو تقنيات الثورة الصناعية الخامسة.