استهدف البحث التعرف على مطلب من متطلبات التنمية المستدامة وعنصرًا من عناصر تحقيق رؤية  2030 داخل المملكة العربية السعودية خاصة والمجتمعات الإسلامية بصفة عامة وهو المسئولية الاجتماعية، واستخدم البحث المنهج الأصولي، والمنهج الوصفي، وتضمن إطارا عاما شمل مقدمة البحث ومشكلته وأسئلته وأهدافه وأهميته ومنهجه والدراسات السابقة، ثم ثلاثة مباحث للإطار النظري للبحث، تناول المبحث الأول الإطار الفكري والتأصيلي للمسئولية الاجتماعية من المنظور التربوي الإسلامي، وتناول المبحث الثاني متطلبات تحقيق التنمية المستدامة وفقا لمنظور التربية الإسلامية، بينما اهتم المبحث الثالث بانعكاسات المسئولية الاجتماعية على متطلبات التنمية المستدامة وفق رؤية المملكة 2030م. وتوصل البحث إلى عدة نتائج كان من أهمها: أن المسئولية الاجتماعية  تعد أحد أهم الوسائل التي يمكن أن تنهض بالمجتمع وتعمل على وحدة وتماسك أفراده، فضلًا عن أنها تمثل ملمحًا قويًا للتماسك فضلًا عن أنها مؤشر من المؤشرات التي تدل على تقدم الأمم وازدهارها، كما توصل البحث إلى أن تنمية الإحساس بالمسئولية في المجتمع أصبحت مطلبًا من متطلبات الحياة المعاصرة وحاجة ملحة لمواكبة التنمية والتطور السريع في كافة مجالات الحياة، خصوصا وأن المسئولية الاجتماعية تمثل إحدى الركائز الأساسية في بناء وتنمية المجتمع ونشر التآلف الاجتماعي بين الأفراد. كما توصل البحث إلى أن الإسلام ينظر إلى التنمية المستدامة على أنها الاستهلاك الرشيد والذي يعد نوعًا من أنواع العبادات، وأنّ المسئولية الاجتماعية تحتم على المستهلك أن يراعي في استهلاكه وجه الله تعالى، وأن يهدف باستهلاكه الرشيد التقوى والعمل المثمر لصالحه وصالح مجتمعه المسلم، وأن يتحرى الكسب الحلال، وأن يراعي كذلك في الإنفاق أن يكون على الضروريات وتوفير السلع التي تحافظ على الحياة، كما أكد البحث على أن ترشيد الاستهلاك ليس هو الحل الأوحد الذي يقدمه الإسلام للارتقاء بالمجتمع، بل يوجه المسلمين إلى ضرورة العمل والإنتاج. كما أكدت محاور البحث على أن المسئولية بمنهجها الاجتماعي والإنساني؛ أصبحت مؤشرًا من مؤشرات المواطنة الصالحة الفاعلة والمسئولة، ودليلا على مقدار تطور الأمم وتقدمها، وهذا يُوجب علي كل مجتمع أن يربي أبناءه تربية تقوم على التفاني، ومساعدة الآخرين، وعمل الخير، وكل ما من شأنه أن يسهم في تطوير المجتمعات وذلك من خلال كافة أنظمتها البشرية.