تناول هذا البحث الحديث عن الوقف كظاهرة اجتماعية واقتصادية ودينية عريقة، لها جذورها في التاريخ الإسلامي، وتهدف إلى تحقيق التكافل الاجتماعي ومساعدة المحتاجين، وقد لعب الوقف دورًا بارزًا في العمل الإغاثي على مر العصور؛ وذلك عن طريق المؤسسات الوقفية الإغاثية والتي تعمل على تقديم المساعدات المالية والغذائية والطبية للمتضررين من الكوارث الطبيعية والحروب والأزمات؛ حيث تقوم المؤسسات الوقفية الحكومية والأهلية بتنفيذ العديد من البرامج الإغاثية؛ لذا فإن هناك الكثير من الأمثلة على دور المؤسسات الوقفية في العمل الإغاثي في شتى الأماكن والبلدان؛ ولذلك فإن العمل على تعزيز دور المؤسسات الوقفية في العمل الإغاثي يعد أمرًا ضروريًا لمساعدة المحتاجين والفقراء، ولا تقتصر هذه المساعدة على المسلمين فحسب بل تشمل غير المسلمين أيضاً؛ لأن الإسلام دين الإنسانية لا يفرق بين الناس بسبب الدين أو العرق أو اللون أو أي لون من ألوان التمييز والتفريق، والناظر يجد أن المؤسسات الوقفية تواجه العديد من التحديات في العمل الإغاثي كنقص التمويل، وصعوبة الوصول إلى المحتاجين في المناطق النائية أو المنكوبة، مما قد يحد من قدرة المؤسسات الوقفية على تقديم المساعدات الإنسانية، والتي هي مقصد مهم من مقاصد الشريعة الإسلامية خاصة لتعلقها بمقاصدها وكلياتها الأساسية كحفظ الدين والنفس.
الكلمات المفتاحية: الوقف-الخيري-الأهلي-الإغاثي-مقاصد-مساعدة-.