ارتبط استغلال الإنسان للطبيعة بصفة عامة بالرواية العربية منذ عقود كثيرة، كانت الغلبة فيها للهيمنة البشرية، هذه الغلبة استمدها من الفلسفات التي تدعو إلى الفوقية البشرية، ولكن في الآونة الأخيرة تغيرت هذه النظرة،؛ بسبب تقلص البيئة الخضراء من حوله نتيجة الاستغلال السيء مما أضطر الإنسان أن يعيد النظر في استخداماته وفي فوقيته التي يزعمها، بل وتغيرت ملامح الهيمنة ذاتها، لتفرض الطبيعة سيطرتها على البشر، متخذة من البيئة الخضراء ساحة لاستعراض أوجه تلك الهيمنة، فكانت هذه الدراسة عن إحدى الكتابات التي تبين مدى استغلال الإنسان للطبيعة وكيف ردت عليه الطبيعة الصاع صاعين، فكانت قصة شرق النخيل التي اتخذها بهاء طاهر مدخلا لإظهار عناصر الاستغلال السيء من قبل الإنسان نحو الطبيعة، فتهدف هذه الدراسة إلى التعريف بجماليات البيئة الخضراء ودلالتها في قصة شرق النخيل، كما تهدف إلى تحديد جماليتها وسماتها وعلاقاتها بالشخصيات.