يطرح هذا البحث فرضية وجود هدف أيدولوجي للمنتوج الثقافي السردي للروائية رجاء عالم يتركز في رغبة الكاتبة تخليد الذات صاحبة الهوية الثقافية الحجازية في العقل الجمعي السعودي من خلال الإلحاح على الذاكرة وفعل التذكر باعتبارها ثيمة أساسية لكثير من الروايات في محاولة لإثراء مخزون الذاكرة بالعادات والتقاليد التي تجسد تفاصيل حياتية لمرحلة مختارة بعناية من التاريخ الحجازي مع اعطاءها بعداَ مرجعياً يثبت أصالتها ويقاوم نسيانها. ولإجابة هذه الفرضية كان لابد من تحديد أهداف البحث التي تتوزع بين تعريف كل من مفهوم الذاكرة الجمعية والهوية الثقافية. وبحث علاقة كل منهما بالآخر. وطرح علاقة التاريخ بالسرد وتطورها بعد تغير النظرة للأدب في ظل نظرية ما بعد الحداثة وتحوله من منتج سلبي لا يفيد في دراسة ثقافة الأمم نظراً لارتباطه بالعالم المتخيل غير الحقيقي ليصبح عاملاً فعالاً يشارك التاريخ مهمة توثيق بيئات وثقافات الأمم. إضافة إلى علاقة الذاكرة الجمعية بالذات وبالأدب. وتم طرح هذه المحاور جميعها من خلال الربط بروايات لرجاء عالم (طريق الحرير) و (خاتم) و (طوق الحمام) حيث ظهرت فيها ثيم التذكر وتمثلات الذاكرة المرتبطة بالذات أو بهوية المنطقة الروحانية والتاريخية واضحة من خلال تركيز السرد على ذاكرة التاريخ القديم ومزجه بالذاكرة لحاضر. وقد فرضت طبيعة الموضوع منهجية الاعتماد على نظرية العالم الاجتماعي موريس هالبفاكس في الذاكرة الجمعية كأساس فلسفي تنظيري للطرح مع اعتماد المنهج التأويلي في معالجة النصوص، واستثمار معطيات النقد الثقافي في جميع محاور البحث.