هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على درجة ممارسة قادة المدارس المتوسطة بمدينة جدة لنمط القيادة الرقمية من وجهة نظر المعلمين؛ والتعرف على درجة توافر سلوك العمل الابتكاري لدى المعلمين في هذه المدارس، والكشف عن العلاقة الارتباطية ذات الدلالة الإحصائية بين ممارسة قادة المدارس لنمط القيادة الرقمية وسلوك العمل الابتكاري لدى المعلمين، والكشف عن الفروق ذات الدلالة الإحصائية بين تصورات المعلمين حول تقديرهم لممارسة قادة مدارسهم لنمط القيادة الرقمية وسلوكات العمل الابتكاري للمعلمين والتي تعزى لاختلاف متغيري (الجنس، وسنوات الخبرة).
وتحقيقا لأهداف الدراسة استخدم الباحثان المنهج الكمي بأسلوبيه (المسحي والارتباطي). ولجمع البيانات استخدم الباحثان مقياس القيادة الرقمية الذي أعده الرقب (2021) والمستند إلى معايير الجمعية الدولية لتكنولوجيا التعليم (ISTE,2018)، كما أعتمد الباحثان لقياس سلوك العمل الابتكاري مقياس جانسين (Janssen,2000). وتكون مجتمع الدراسة من معلمي ومعلمات المدارس المتوسطة بمدينة جدة والبالغ عددهم (8588)، واختيرت عينة الدراسة بطريقة العينة العشوائية الملائمة (عينة الفرصة)، والتي بلغ عدد أفرادها (371) بنسبة (4.3%) من مجتمع الدراسة.
وتوصلت الدراسة إلى أن قادة المدارس يميلون إلى ممارسة القيادة الرقمية بدرجة عالية، وجاءت جميع أبعاد القيادة الرقمية (بناء الثقافة الرقمية، مخطط ذو رؤية، قائد مُمكّن، معد النظام، التنمية المهنية للمعلمين) بدرجة ممارسة عالية لدى قادة المدارس. كما توصلت الدراسة إلى أن سلوك العمل الابتكاري يتوافر لدى المعلمين بدرجة عالية من وجهة نظرهم. وتبين وجود علاقة ارتباطية (طردية) عالية القيمة ودالة إحصائيا عند مستوى الدلالة (0.01) بين ممارسة قادة المدارس لنمط القيادة الرقمية وسلوك العمل الابتكاري للمعلمين.
أظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين تصورات المعلمين حول تقديرهم لممارسة قادة مدارسهم لنمط القيادة الرقمية تبعاً لاختلاف (سنوات الخبرة في التعليم)، بينما أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين تصورات المعلمين حول تقديرهم لممارسة قادة مدارسهم لنمط القيادة الرقمية تبعاً لاختلاف (الجنس). وتبين كذلك عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات المعلمين حول تقديرهم لسلوكات عملهم الابتكارية تبعاً لاختلاف متغيري (الجنس، وسنوات الخبرة في التعليم).
مما أوصت به الدراسة العمل على تصميم برامج تدريبية تُعنى بتنمية ممارسات وأساليب القيادة الرقمية وتطبيقاتها المختلفة في البيئة التعليمية لدى قادة المدارس، واستحداث وحدة رقمية في إدارات التعليم تقوم على استقصاء وفحص القيادة الرقمية للمديرين في المدارس، وتحسين جوانب القصور أو الضعف إن وجدت، وتكثيف البرامج التدريبية للمعلمين والمعلمات بما يسهم في تنمية وتعزيز سلوكات العمل الابتكاري، كما اقترحت الدراسة إجراء دراسات تستقصي العلاقة بين أنماط القيادة الأخرى وسلوك العمل الابتكاري.