إنَّ نازلة جائحة كورونا وتفشيها في العالم اليوم، وما تمثله من خطورة حقيقية على أرواح البشر وعلى مصالحهم ليس بمنأى عن شريعتنا الإسلامية ونظرتها السياسية ومقاصدها المرعية؛ ففيها لكلِّ نازلةٍ حُكْمٌ، ولكل معضلة حلٌّ، ولكل داءٍ دواءٌ، وتأتي هذه الدراسة الموجزة لتُثبت ذلك عمليًّا من خلال بيان التدابير الوقائية ضد جائحة كورونا في ضوء السياسة الشرعية، تطبيقًا مقاصديًّا على سياسات المملكة العربية السعودية في مواجهة هذه النازلة.
   لذا جاء هذا البحث للوقوف على الحكم الشرعي للتدابير الوقائية ضد جائحة كورونا في ضوء السياسة الشرعية، والمقاصد المرعية، دراسة تطبيقية على سياسات المملكة العربية السعودية في مواجهة هذه الجائحة، وقد سار الباحث في موضوع الدراسة على المنهج الاستقرائي الاستنباطي التحليلي؛ حيث التركيز على استنتاج الحقائق وتحليلها مقاصديًّا من خلال دراسة هذه النازلة في ضوء السياسة الشرعية.
  وقد بين البحث، أنّ من المقاصد الشرعية المعتبرة في التدابير الوقائية المتخذة ضد جائحة كورونا منها :(مراعاة مقصد حفظ النفس، ومراعاة مقصد التيسير ورفع الحرج)، وأنّ الشريعة الإسلامية –في نظرتها السياسية والمقاصدية- تحرم على المصاب بهذه الجائحة والفايرس أن يحضروا تجمعات الناس لما فى ذلك من الضرر على الناس في انتقال العدوى، وأنّ الحجر الصحي واجب شرعي على المرضى والمصابين بمرض معدٍ، والامتناع عنه جريمة في حق نفس الإنسان ودينه ووطنه.