هدفت الدراسة تقديم دراسة مقارنة للقيم بين الفلسفة الإسلامية والفلسفات الوضعية، ولتحقيق هذا الهدف تم استخدام المنهجين الأصولي والوصفي، واشتملت الدراسة على إطار عام شمل مقدمتها ومشكلتها وأسئلتها وأهدافها وأهميتها ومنهجها ومصطلحاتها والدراسات السابقة، ثم إطار مفاهيمي تكون من ست محاور، تناول المحور الأول ملامح القيم وأبرز تصنيفاتها في الفلسفة الإسلامية، وعرض المحور الثاني أبرز تصنيفات القيم في الفلسفات الوضعية، وجاء المحور الثالث عن أبرز ملامح القيم في الفلسفة المثالية، وكشف المحور الرابع عن أبرز ملامح القيم في الفلسفة الواقعية، وتناول المحور الخامس أبرز ملامح القيم في الفلسفة البرجماتية، حدد المحور السادس أبرز ملامح القيم الفلسفية في الوجودية، مع بيان أوجه المقارنة بين القيم في الفلسفات الوضعية، ثم خاتمة بها أبرز النتائج والتوصيات، وكان من أبرز نتائج الدراسة ما يلي: أن القيم الإسلامية تنبع من مصادر الإسلام وحقيقة الرؤية الإسلامية للإنسان والكون والحياة، كما تصورها وليست فقط من ذات الفرد والمجتمع، وتعدد تصنيفات القيم في الإسلام لا يعني أنها منفصلة عن بعضها البعض، لأن بينها ترابطاً وتكاملاً من أجل تحديد أهداف الفرد والمجتمع، وتحديد معالم فلسفة الحياة في المجتمع، تتعدد مصادر القيم الإسلامية ومن أبرزها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والاجتهاد والعرف والمصلحة المرسلة، تتباين اتجاهات الفلسفة الوضعية للقيم فمنهم من نظر إليها على حكم أو أحكام أو تقدير، وقد اختلفوا فيمن يصدر الحكم، فمنهم من قال الإنسان وحده ومنهم من قال الفرد والمجتمع، واختلفوا أيضاً على من يصدر الحكم أو التقدير، فمنهم من قال على الأشياء ومنهم من قال على الأحياء والأشياء، ومنهم من أطلق، ومنهم منظر إليها أحكام مكتسبة من الظروف الاجتماعية، تتعدد تصنيفات القيم في الفلسفات الوضعية تبعاً لتعدد المدارس والتوجهات الفكرية لهذه الفلسفات فمنهم من صنفها إلى قيم نظرية واقتصادية وجمالية واجتماعية ودينية وسياسية، ومنهم من صنفها على أساسي الشدة والالتزام فميز بين قيمة إلزامية وقيمة تفضيلية، وبُعد الانتشار أو الاتساع ومنها ميزَ بين القيم الجماعية والقيم الفردية.