يعول المجتمع الكثير على المدرسة كمؤسسة تربوية ثقافية واجتماعية في تنمية التفكير الإبداعي، والقيادة المدرسية هي من أهم الركائز التي لها الدور الكبير في هذا المجال، فالمدير في المدرسة ليس هو ذلك الشخص المنوط به القيام بمهمات إدارية فقط، إنما هو أولا وقبل كل شئ هو قائد له مهمات أساسية تنعكس على العملية التعليمية في المدرسة، ولعل من أهم هذه المهمات هو إيجاد مناخ تربوي صحي في المدرسة يهيأ للمعلم والمتعلم العمل في بيئة أمنه محفزة للتفكير وتتيح لهما التعبير عما لديهما من أفكار ومبادرات ذاتية من شأنها أن ترتقي بالعملية التعليمية في المدرسة، ولعل هذه المهمة هي من أهم المهمات التي تنمي التفكير الإبداع. وترى الغالبية العظمي من المختصون في هذا المجال، أن التعلم الإبداعي لا يتم إلا في مؤسسة يكون دور القائد فيها هو دور المحفز للطاقات والإمكانيات الموجودة عند العاملين.
فلم يعد الإبداع هو مجموعة صفات تتجمع في شخص لكي يبدع ويعطي، إنما مفاهيم الإبداع المعاصرة تجاوزت هذا المفهوم إذ أصبحت تركز على أن الإبداع يأتي نتيجة تضافر عدة عوامل وهي الشخص المبدع والمجال التخصصي الذي يعمل به والبيئة أو المحيط التي يعمل بها Csikszentmihalyi,1996)).
ولتحقيق المناخ الإبداعي الذي ينمي الإبداع ويفجر الطاقات الإبداعية عند المعلم والمتعلم في المدرسة، فإن ذلك يتطلب من مدير المدرسة كقائد القيام بدور جديد وهو مساعدة المعلمين على ممارسة التدريس، بالأساليب الإبداعية وتوفير متطلبات ممارسته في الصفوف في بيئة مدرسية أمنه، وعلية أن يشعر معلميه بأنه يقدر لهم مثل هذه الأساليب في تنمية الإبداع وطرق تدريسهم عندما يبدعون، ويكون مستعداً لتقبل الأفكار المخالفة لرأيه، ويهيئ مناخ مدرسي لتحقيق نمو الطلبة جسمياً وعقلياً ووجدانياً واجتماعيا للطلبة المبدعين، ويشجع انجازات الطلبة ومعلميهم التي تتصف بالإبداعية ويفخر بها أمامهم وفي وجود المسئولين عن المؤسسة التعليمية كلما أمكن.
ولذلك فأن هذه الورقة تهدف إلى عرض للقضايا:
مفهوم الإبداع.
مفهوم القيادة.
مقومات بيئة العمل المدرسية المهيأة للإبداع.
دور المدير كقائد مبدع في المدرسة.
خلاصة وتوصيات