الجغرافيا والتاريخ صنوان لا يفترقان وشريكين رئيسيين ، فالتاريخ هو الحدث والجغرافيا هى المسرح الذى شهد حدوث هذا الحدث ، والجغرافيا هى العلم المساعد الأول لدراسة علم التاريخ ، وهى ذات أثر كبير فى توجيه مصائر النوع الإنسانى ، فهى التى أطعمت الإنسان وأنشأته وعينت واجباته وأوجدت المصاعب والعقبات الطبيعية التى تشحذ قريحته للتغلب عليها والتأثير بدوره فى البيئة التى يعيش فيها والعمل على إستغلالها ، وللظواهر الجغرافية المختلفة أثر فى الإنسان وبالتالى فى التاريخ ..، والموقع الجغرافى يؤثر فى تكوين الإنسان ولغته ونبرته وصوته ولون بشرته وعينيه وشعره وأساطيره وأديانة وملكاته العقلية .... وحياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية وسير معاركه وحربه وسلامه ، وكما أن التاريخ نتيجة لأعمال البشر فالجغرافيا تفيدنا بأن الأحداث تحدث بالشكل أو الأسلوب الذى تحدث به بسبب عوامل أخرى مسيطرة ، وأن للعوامل الجغرافية أثر فى مجرى التاريخ ، والجغرافيا السياسية لا تختلف عن بقية فروع الجغرافيا فى اهتمامها من حيث المبدأ ودراسة العلاقة بين الانسان وبيئته بمقدار ما يتأثر الإنسان بالبيئة الطبيعية ومقدار قدرته على التأثير فيها وتغيرها أو التلائم معها ، وصولاً لدراسة العلاقة بين الإنسان وبيئته الطبيعية من تأثير على قيمة الدولة السياسية وعلى النشاط الاقتصادى ،