Beta
393949

الأوائلُ وأثرُها فى النحوِ العَربىِّ

Article

Last updated: 01 Jan 2025

Subjects

-

Tags

-

Abstract

الحمدُ للهِ حمداً كثيرًا طيبًا مباركًا فيه والصلاةُ، والسلامُ على خيرِ من خرجَ الدرُّ من فيهِ سيدِنا، ومولانا محمدٍ، وعلى آلهِ وصحبِهِ وسلِم ومن دعا بدعوتِه مُحْسِناً إلى يومِ الدينِ وبعدُ:
فهناك موضوعاتٌ غائبةٌ عن الدراسةِ فى النحوِ العربىِّ؛ حيثُ إنَّ الباحثين قدِ انشغلوا بالكتابةِ عن الإعرابِ ظنًّا منهمْ أنهُ كلُّ النحوِ، والنحوُ أوسعُ مجالًا من الإعرابِ، حيثُ إن عنايتَهُ بالتراكيبِ أهمُّ وأخطرُ من عنايتهِ بظاهرةِ الإعرابِ، فمخطئٌ من يُعَرِّفُ النحوَ بأنه ضبطُ أواخرِ الكلمِ فقطْ، بلْ معناهْ: ضبطُ أواخرِ الكلماتِ مع استقامةِ الأساليبِ، وهيهاتَ أنْ يستقيمَ أسلوبُ متحدثٍ أو كاتبٍ دونَ أن يَعرفَ الأولَ من الآخرِ، والمرادُ بالأوائلِ والأواخرِ ماذكرهُ سيبويهِ( ) فى كتابهِ حيثُ قالَ "وأعلمْ أنَّ النكرةَ أخفُّ عليهمْ من المعرفةِ، وهي أشدُّ تمكُّنًا؛ لأنّ النكرةَ أوَّلُ، ثم يَدْخلُ عليها ما تُعَرَّفُ بهِ, فمِن ثَمَّ أكثرُ الكلامِ ينصرفُ في النكرةِ.
وأعلمْ أنَّ الواحدَ أشدُّ تمكنًا من الجميعِ، لأنّ الواحدَ الأوّلُ، ومن ثَمَّ لم يَصْرِفوا ما جاء من الجميعِ على مثالٍ ليس يكونُ للواحدِ، نحوُ: مَساجِدَ ومَفاتيحَ، واعلمْ أن المذكَّرَ أخفُّ عليهمْ من المؤنّثِ لِأنّ المذكرَ أوّلُ، وهو أشدُّ تمكنًا، وإنّما يخرجُ التأنيثُ من التذكيرِ. ألاَ ترى أنّ " الشيءَ " يقعُ على كلَّ ما أُخبرَ عنه من قبلِ أن يُعْلَمَ أذَكَرٌ هو أو أُنثى، والشيءُ ذكرٌ، فالتنوينُ علامةٌ للأمكنِ عندَهم والأخفِّ عليهِم، وتركُه علامةٌ لما يستثقلونَ"
من هنا نرى أن سيبويهِ يُنبِّهُنَا على الأولِ من الأسماءِ، والأولِ من الذواتِ، والأولِ من الأوصافِ، وهذا يدعونا إلى البحثِ والتحرِّى عن حقيقةِ الأوائلِ والثوانى، وما الذي يترتَّبُ على معرفتِنا بأن النكرةَ أولُ أي أنَّ النكرةَ سابقةٌ المعرفةَ بدليلِ دخولِ (لامِ) التعريفِ على المنكرِ حتى يصبحَ معرفةً كما نقول فى (رجلٍ: الرجل)، وأنَّ المفردَ أولُ يليه المثنى، والمجموعُ، وإذا عَرَفنا أن المفردَ أولُ انتبهنا إلى أن علامةَ التثنيةِ، وعلامةَ الجمعِ تدخلان على مفردٍ باعتباره أولَ أي باعتباره موضوعًا فى اللغةِ قبلَ أن يُوضَعَ المثنى، وقبلَ أن يوضع الجمعُ، وهكذا ما ذكرهُ سيبويهِ من أن المذكرَ أوّلُ، وسوف أتناولُ هذا البحثَ بشىءٍ من التفصيلِ ما الذي يترتبُ على معرفتِنا بالأوائل من أحكام؟ يجمعُها قولُ القائلِ يُغتفرُ فى الثوانى مالا يُغتفرُ فى الأوائل, وهذا يحدوا بنا إلى أن نحترمَ أوائِلَنا من الأشخاص ِوالبِلدانِ والرسالاتِ، وكلماتِ الأدعيةِ التى نقولُها ويُعبِّر عنها الأصوليون بأنها توقيفية لماذا كانت توقيفية؟ لو نظرنا إليها من منظورٍ نحْوىٍّ لعَرَفنا أن الأوائل فيها مُقدَّمةٌ فلا يجوزُ أن يتقدمَ الثانى على الأول وإنما نبدأُ باسم الجلالةِ؛ لأنه الأولُ بلا ابتداءٍ والآخِرُ بلا انتهاءٍ فنقول: الطاعةُ لله والرسولِ، ونقول: فلان يحب اللهَ والرسولَ، وفى الحديث الشريفِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِى الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِى النَّارِ»( ). بل إنَّ الأمر قد تطور عند السادةِ العلماءِ فمنعوا اشتمال الفعلِ على علامةِ التثنيةِ العائدةِ على اللهِ, والرسولِ فلا يعودُ إلا على الله سبحانه وتعالى لأنه الأول فلا يجوزُ أن نقولَ: (اللهُ والرسولُ من يطعهما دخل الجنة)، وإنما نقول (اللهُ والرسولُ من يُطعُه دخلَ الجنةَ)، وفى هذا مذهبانِ للعربِ إما بالإخبارِ عن المثنى بالواحدِ، وإما بمراعاةِ الواحدِ الذي لو سألَ سائلٌ وقالَ مَنْ هو لكانتِ الإجابةُ دون خلافٍ: الأولُ دونَ الثانى.
 

DOI

10.21608/jehs.2023.393949

Authors

First Name

د.مها

Last Name

محمد البكري السيد

MiddleName

-

Affiliation

مدرس بقسم اللغويات كلية الدراسات الإسلامية والعربية فرع البنات بالقليوبية مجلة الدراسات ا

Email

-

City

-

Orcid

-

Volume

15

Article Issue

2

Related Issue

40201

Issue Date

2023-04-01

Receive Date

2024-11-27

Publish Date

2023-04-01

Page Start

713

Page End

756

Print ISSN

2090-7885

Online ISSN

2357-0377

Link

https://jehs.journals.ekb.eg/article_393949.html

Detail API

https://jehs.journals.ekb.eg/service?article_code=393949

Order

393,949

Type

المقالة الأصلية

Type Code

18

Publication Type

Journal

Publication Title

مجلة الدراسات التربوية والإنسانية

Publication Link

https://jehs.journals.ekb.eg/

MainTitle

الأوائلُ وأثرُها فى النحوِ العَربىِّ

Details

Type

Article

Created At

23 Dec 2024