عصر لآخر، فالرابط بين الأدب و المجتمع ليس رابطا موضوعيا فقط بل هو بنيوي أيضا وقد يكون من الصعب طرح القضايا المتعلقة بالأدب وتلقيه ومعالجتها في غياب النظرة الاجتماعية ، ومن هنا سعت الورقة البحثية الراهنة إلى فهم التداخل بين الأدب والمجتمع وتأثير كل منهما على الآخر، وذلك باستخدام نظرية "بيير بورديو" ، من خلال دراسة ميدانية على النادي الأدبي بقصر ثقافة الأنفوشي في الإسكندرية، هدفت الدراسة الى تقديم رؤية سوسيولوجية حول كيفية تأثير الأدب على المجتمع وكيف يعبر عن التحولات الاجتماعية.
جاءت إشكالية الدراسة وأهميتها لفهم العلاقة المتداخلة بين الأدب والمجتمع ، فتمثلت أهدافها  في محاولة الكشف عن تأثير الأدب على المجتمع وكيف يعبر عن التحولات الاجتماعية وكيف يترك المجتمع بصماته على الأدب ومخرجاته، سلطت الدراسة الراهنة الضوء على دور الأندية الأدبية في المجتمع وتعزيز الأنشطة الثقافية والأدبية في سعي لسد الفجوة المتعلقة بندرة الدراسات التي تتناول المؤسسات الأدبية ودورها في تشكيل الحياة الاجتماعية ، تضمنت الدراسة تساؤلات حول أنواع الأنشطة الأدبية المقدمة في النادي، وتأثير الخلفيات الاجتماعية للأعضاء على تفاعلهم مع الأنشطة، ودور التنوع الثقافي في النادي، وكيفية تعزيز الأعضاء لمعرفتهم وثقافتهم من خلال الأنشطة، وتأثير النادي على التوزيع الاجتماعي للأذواق الثقافية، وانعكاس أنشطة النادي على التحولات الاجتماعية والاقتصادية.
تم استعراض مجموعة من الدراسات التي تناولت هذه العلاقة بطرق متنوعة، لتسليط الضوء على التوجهات المنهجية والنظرية لكل دراسة وموقع الدراسة الراهنة منها  ، اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، مستخدمة أدوات مثل الملاحظة بالمشاركة، المقابلات الشخصية، والمصادر الثانوية، تم تحليل البيانات باستخدام منهجية البحث النوعي للتحليل الكيفي وفق تفسير نظرية "بيير بورديو" بما في ذلك مفاهيم الحقل الاجتماعي، رأس المال الثقافي، الرأسمال الرمزي، والهابتوس، استعرضت الدراسة التطور التاريخي لعلم اجتماع الأدب عبر المراحل التاريخية المختلفة  بما في ذلك المحاكاة، نظرية التعبير، ونظرية الخلق وصولًا للمنهجيات الحديثة لتفسير الظاهرة الأدبية وعلاقتها  بالمجتمع ، تم اختيار نادي الأدب في قصر ثقافة الأنفوشي بالإسكندرية كموقع للدراسة الميدانية، وشملت إجراءات جمع البيانات حضور الفعاليات الأدبية، وتحليل اللائحة التنفيذية للنادي، والمقابلات الشخصية مع الأعضاء النشطين.
حاولت هذه الدراسة الكشف عن الأهمية الكبرى لعلاقة الأدب بالمجتمع وابرز الدور الحيوي للأندية الأدبية في تعزيز التفاعل الاجتماعي والثقافي،  أظهرت  نتائج الدراسة أن الأندية الأدبية تلعب دورًا مهمًا في تعزيز التفاعل الاجتماعي والثقافي ، وأن الأدب يسهم في تنمية المعرفة الثقافية للأعضاء وتحسين مكانتهم الاجتماعية، أكدت الدراسة على الدور الحيوي للأندية الأدبية في تعزيز التفاعل الاجتماعي والثقافي، وأهمية الأدب في المجتمع، تقدم الدراسة رؤى جديدة حول العلاقة بين الأدب والمجتمع، مما يسهم في تعزيز البحث الأكاديمي في هذا المجال.
الكلمات المفتاحية:
الأدب – المجتمع – بيير بورديو – علم اجتماع الأدب