تناول هذا البحث الحديث عن الأساليب الدعوية الأساسية وفق التوجيه القرآني من خلال آيةٍ قرآنية شملتها، فاقتصر على الأساليب التي وجّه إليها القرآن الكريم بشكل مباشر، عرضها الباحث في خمسة مباحث، وهدف البحث إلى التعريف بمفهوم الدعوة وأهميتها والحاجة إليها وما تتطلبه الدعوة من البصيرة ووضوح المنهج والسبيل، والأساليب الدعوية الأساسية التي وجه لها القرآن الكريم توجيها مباشرا، وهي أسلوب الحكمة، ثم أسلوب الموعظة الحسنة، ثم الحوار والمجادلة.
واستخدم الباحث المنهج الوصفي الاستقرائي والمنهج التحليلي، وخلص إلى عدة نتائج منه:
أن الحكمة من أفضل العطايا، وأجل الهبات الربانية، بها تصلح الأمور وتستقيم، وعليها مدار سعادة العبد. وأن الموعظة الحسنة لها وقع بالغ في القلب؛ إذا عُلِم أن الهدف من الموعظة الشفقة والحرص وحب الخير للمنصوح؛ لأن النفس تتأثر بالعوامل الإيجابية المحيطة بها، فالموعظة الحسنة قطب رحاها النصح والتذكير بالخير على وجه ترقّ له قلوبهم ويبعثهم على التأمل فيما يلقى إليهم من العظات والزواجر بـالعبر الجميلة التي جعلها الله حجة عليهم في كتابه، وذكّرهم بها في تنزيله.
وأن الهدف الأسمى من الدعوة إلى الله ـ تعالى ـ هو إدخال الناس في الإسلام.
ولذا؛ فإن الدعوة تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، وأما الهدف الأول للجدال والمحاججة هو دفع الخصوم وإقامة الحجة. وقد أوصى الباحث الدعاة والمؤسسات الدعوية بالاستلهام الواضح للأساليب الدعوية الأساسية وجعل الأولوية لها في دعوة جميع أصناف المدعوين، عبر مختلف الوسائط الدعوية.