تمثل التنمية المهنية ضرورة حيوية للارتقاء بالأسس العلمية والمهارات الفنية للمعلمين، فتعمل التنمية المهنية للمعلم على تطوير كفاءة ومهارة المعلمين في جميع ما يقومون به من مهام ومسؤوليات تدريسية وبحثية وإدارية، وتزويدهم بالبرامج لتطوير أدائهم الوظيفي؛ فيتناول البحث أهمية التنمية المهنية للمعلمين وبعض أنواع البرامج التي يتم تقديمها للمعلمين أثناء الخدمة بالإضافة إلى بعض أساليب التنمية المهنية المتبعة، وقد تم توضيح بعض معوقات وأوجه القصور في تحقيق التنمية المهنية للمعلمين في مصر. تعتبر برامج إعداد المعلم قبل الخدمة ضرورة إلا أنها ليست كافية لمعلم اليوم للقيام بمهامه بنجاح؛ فالتعليم شأنه شأن أي نشاط آخر يتأثر بالتطورات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والثقافية، الأمر الذي يتطلب من المعلم تطوير مفاهيمه المهنية وتجديد أساليبه التدريسية، ومن هنا تنشأ الحاجة إلى استمرار النمو المهني للمعلم، فظهرت الحاجة إلى ذلك مع تطور مفاهيم التربية، وظهور المستحدثات التقنية، ليتسنى للمعلم متابعة تلك التطورات المختلفة.(1) لقد أصبحت التنمية المهنية ضرورة ملحة لتعزيز قيمة المؤسسة التعليمية وتطوير نظرة المجتمع لها وثقته بها، وذلك من خلال سد الفجوة بين ما تقدمه المدرسة وبين متطلبات المجتمع والعصر الحديث وقدرة الطلاب والمتعلمين على مواجهة تحدياته، ومن ثم فإن التنمية المهنية تعد ضرورة اجتماعية وقومية؛ حيث تعمل التنمية المهنية على زيادة قدرات وكفايات المعلمين وتحسين جودة التعليم، فتعتبر التنمية المهنية أثناء الخدمة أحد المقومات الرئيسة للتعليم الفعال، فتعمل على تزويد القيادات والأفراد بالمعلومات والمهارات المتعلقة بمهامهم الوظيفية، والارتقاء بمستوى أدائهم وتغيير السلوكيات والاتجاهات والمفاهيم لإنجاز الأعمال والمهام بكفاءة وفعالية وتحسين مستوى الأداء.على الرغم من أهمية التنمية المهنية للمعلمين ودورها في رفع كفاءة المعلمين أثناء الخدمة، واطلاعهم على كل جديد في مجال التخصص أو في المجال التربوي؛ إلا أنه يواجهها بعض جوانب القصور التي تعوق تطبيقها بالشكل المرغوب فيه؛ فتشير الدراسات إلى أنه لا يخرج تدريب المعلم في مصر أثناء الخدمة من كونه مجموعة من القرارات والنشرات والمؤتمرات والندوات التي ليس لها أثر واضح على المدارس