يعد العمل التطوعي المعيار الذي نقيس به مستوى التكافل والتعاون في المجتمع، كما تعد تربية الأطفال منذ الصغر على المحافظة على التطوع وثقافة العمل التطوعي أمر ضروري، ولقد ساهمت المملكة العربية السعودية في ترسيخ مفهوم العمل الاجتماعي التطوعي بشكل علمي، حيث عقدت له المؤتمرات العلمية التي دعمت البناء المعرفي للعمل الاجتماعي التطوعي.
  وتهدف هذه الدراسة إلى التعرف على مفهوم العمل التطوعي وخصائصه وأهدافه وأهميته، مع بيان خصائص العمل التطوعي وأهميته في وقتنا الحاضر، كذلك التعرف على دور التنشئة الاجتماعية وأبرز مؤسساتها ودورها في ثقافة العمل التطوعي لدى الأطفال في المملكة العربية السعودية.
  وتعتمد هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، حيث يتناول موضوع الدراسة بالوصف والتحليل، ومعالجته من خلال المصادر المعتمدة وجمع كافة المعلومات.
 ومن أهم نتائج الدراسة تعزيز ثقافة التطوع وتماسك المجتمع حيث يبدأ زرع حب العطاء والعمل التطوعي من الأسرة ثم مؤسسات التنشئة الاجتماعية الأخرى، كذلك اهتمام المدرسة بترسيخ مفهوم وممارسة العمل التطوعي عن طريق مجالات النشاط الطلابي سواء كان ذلك داخل المدرسة أو خارجها لخدمة المجتمع، يصقل العمل التطوعي شخصية الطفل، وينمي طريقة تعامله مع المجتمع بأسرة بمختلف عقلياته وطبقاته، كما أن المشاركة في أي مجال من مجالات العمل الإنساني واجب إنساني واجتماعي وشرف للإنسان.
 ويوصى الباحث بمجموعة من التوصيات منها أهمية إخلاص النية لله أثناء ممارسة العمل التطوعي، كذلك تنشئة الأطفال تنشئة اجتماعية سليمة على أعمال تطوعية وذلك من خلال قيام وسائط التنشئة المختلفة كالأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام بدور منسق ومتكامل الجوانب في غرس قيم التضحية والإيثار وروح العمل الجماعي في نفوس الأطفال منذ مراحل الطفولة المبكرة.