التمهيد: تمتع الطب المصري القديم بشهرة واسعة في حضارات العالم القديم، وكان قدماء المصريين أول من مارس الطب على أسس علمية، ولا تزال إنتاجاتهم الطبية تشهد على تميزهم وتفوقهم، مثل وصفاتهم الطبية منقوشة على جدران المعابد، كما وصل إلينا أقدم البرديات التي ترجع قيمتها على ما تحتويه من معلومات طبية مهمة. وقد وردت إشارات عن مصر والأطباء المصريين والعلاجات الطبية المصرية عند الكتاب الكلاسيكيين، ومن بينهم الشاعر اليوناني هوميروس (Homeros)، في الإلياذة (Iliad)، والأوديسية (Odyssey) خلال القرن الثامن قبل الميلاد. لذلك فإن إشكالية البحث تتضمن تأثير الطب المصري القديم على حضارات العالم القديم من خلال ما دونه المؤرخين اليونانين القدامي. والهدف منه : يهدف هذا البحث إلى القاء الضوء على دور وأهمية الطب المصري القديم في تلك الفترة المبكرة من تاريخ الحضارة اليونانية. النتائج: إن الطب المصري القديم كان له دور في ظهور الطب اليوناني القديم، وكان عامل من عوامل تقدمه، وكما كانت مصر محل أنظار لكلا من طلاب العلم والمعرفة، مثل ميلامبوس (Melampus)، وأسكليبيوس (Asclepius)، وأبقراط (Hippocrates) ، وأشهر المؤرخين مثل هيرودوتوس (Herodotus) المؤرخ اليوناني الملقب بأبي التاريخ الذي زارها في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد، وسجل إعجابه بها، وبكل ما رآه خصوصا الطب والأطباء، وأشاد بالتخصصية للطب المصري المتعددة فروعه والأطباء وتنوعهم. الخلاصة:  أظهرت لنا الإشارات اليونانية تأثر اليونانيين القدماء بالطب المصري القديم وكيف كانت صوره في المصادر الكلاسيكية.