تحمل بدايات القرن الحالي بين طياتها العديد من المتغيرات الحضارية المتسارعة ؛ والتي جاءت سريعة وشاملة وعميقة ، فهي " سريعة في كونها تداهم المجتمعات بسرعة دون أن تترك لها مجالاً للتفكير والاختيار والمواجهة، وشاملة في كونها تؤثر في البنية الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية لأي مجتمع ، وعميقة في كونها تؤثر في مضمون العلاقات الإنسانية لكي تعيد صياغتها علي أسس مختلفة عما كانت عليها " . (ناهد عدلي شاذلي وهاني عبد الستار ، 2004 : 2) ويشهد العالم منذ عقدين إرهاصات بزوغ عصر جديد أطلقته المتغيرات والمستجدات العلمية والتكنولوجية التي ما زالت تداعيتها السلبية والإيجابية مستمرة علي عالمنا المعاصر بشكل متسارع؛ واستطاعت تلك " المستجدات أن تفرض تغيراتها على بنية النظام العالمي بشكل عام والمجتمع المصري بشكل خاص، فأصبحت العديد من الدول تعيش بمعزل عن الأحداث والتطورات العالمية، ومن ثم كان لابد أن تستجيب مؤسساتها التعليمية لهذه التطورات بما يكفل لها تطوير المجتمع".(محسن محمد العبادي ، 2002 : 20 )