يمثل الوجدان إحساس داخلي يتأثر فيه الانسان بواقع معين ويشتمل على مجموع الأحاسيس والانفعالات والعواطف والاتجاهات والميول التي يتفاعل معها أو يَتَأَثَّرُ بِهِا، سواء حملت حب أو كراهية أو تعاطف أو لَذَّةٍ أَوْ أَلَم أو نفور، إلى آخره من أحاسيس إنســـانية مجتمعة أو متفرقة. كما تشكل "العواطف الإنسانية" بشكل عام - كجزء من هذا الوجدان - عاملاً مؤثرا في تحديد طرق استقبالنا للأشياء والتفاعل معها وفي تحديد سلوكنا تجاه شخص ما أو منتج أو فكره أو ربما بيئة تعليمية حقيقية أو افتراضية. ومن هنا تأتي أهمية دراسة انعكاسات العواطف الانسانية عند تصميم المواقف التعليمية؛ وبالتحديد البيئات الافتراضية الذكية؛ لما تحمله بداخلها من عناصر متعددة وحساسة وذكية ومرجعية. ويرى البعض أن "العواطف هي الاساس في كل ما نقترب منه أو نبتعد عنه، فمثلا في شراء الناس لمنتجات قد لا يحتاجونها أو يرغبون فيها، حيث أن الأسباب دائماً ثانوية في اتخاذ القرار؛ بل وفي التعامل مع من حولنا من بيئات؛ ومنها البيئات الالكترونية"، مما جعلنا نعيد توظيف الجانب العاطفي عند تصميم البيئات التعليمية الافتراضية، خاصة القائمة على الأنظمة الذكية، كي نخرج هذه البيئات من فجوة الجفاء الناتج عن الذكاء الاصطناعي؛ لترتدي ثوب إرضاء المتعلمين لتحقق أهدافهم التربوية، دون اغفال لعواطفهم ورغباتهم.