ملخص البحث
الأزمة المالية العالمية كان لها تأثيرٌ سلبِيٌّ كبيرٌ على الأسواق الإسلامية، فأثَّرَتْ على أسواق المال، وعلى أسواق السلع والخدمات، وأثَّرَتْ على أسواق العمل العربية، وأثَّرَتْ على تحويلات العاملين بالخارج، وأعطت الأزمة فرصةً لحل مشكلة العرب والمسلمين الأولى ـــ وهي قضية فلسطين ـــ بشكل أكثر عدالة .
لكن الأزمةِ الماليةِ العالميَّةِ كان تأثيرها إيجابيًّا جدًّا على المصارفِ الإسلامية، فبرزت ظاهرة المصارف الإسلامية، واعترف المجتمع الدولي بها، وأفسح المجال لعملها، بل وأشاد المجتمع الدولي بها، وتزايدَ الاهتمامُ العلميُّ بتدريس الاقتصاد الإسلامي، وازدادت ودائع المصارف الإسلامية عقب الأزمة المالية.
أما الآثار السلبية على المصارف الإسلامية من جراء الأزمة المالية العالمية الأخيرة، فكان أقل بكثير من الآثار السلبية على المصارف التقليدية. وتمثَّلَتْ هذه الآثار السلبية في انخفاض أصول المصارف الإسلامية، وانخفاض قيمة هذه الأصول؛ نتيجة لانخفاض ودائع العملاء الذي تأثر بانخفاض النشاط الاقتصادي، وانخفضت صافي أرباح المصارف الإسلامية؛ نتيجة لانخفاض أنشطتها الاستثمارية، وتكدست السيولة لدى بعض المصارف الإسلامية؛ نتيجة لعدم قدرتها على توظيفها.
وهناك عوامل مُبَاشِرةٌ لنجاح المصارف الإسلامية, أهمها: تَوْعِيَةُ الجماهير، والْأَخْذُ بِأَحْدَثِ الأساليب والوسائل في اسْتِقْبَالِ وإدارة أموال الناس، والعمل على إقامة شركات تأمين إسلامية، والْعَمَلُ على إنشاءِ سُوقٍ مَاليٍّ يَضُمُّ جميعَ المصارفِ والمؤسَّسَاتِ الماليَّةِ الإسلامية، والتركيز على أساليب المشاركة في التمويل، والاهتمام بالاستثمار الحقيقي، وتَفْعِيلُ النَّشَاطِ الاجتماعيِّ للمصارفِ الإسلامِيَّةِ من خلال: الوقوف إلى جانب المتعاملين، والقرض الحسن، وصندوقُ الزَّكاةِ، والمساهَمَةُ في حَلِّ المُشْكِلَاتِ الكبرى للمجتمع كمشكلةُ الإسكان, وتعزيز الإجراءات المالية لتحقيق الاستقرار, كتعزيز الشفافية والمسؤولية، ونشر قواعد تنظيمية سليمة وتطبيقها، وتطوير نزاهة الأسواق المالية، وإصلاح المؤسسات المالية الدولية، وتعزيز التعاون الدولي لتَجَاوُزِ هذه الأزمة