تتناول هذه الورقة البحثية تأثير وسائل الإعلام الجديدة على آراء الأقليات في أي مجتمع، مستندة إلى نظرية "دوامة الصمت" وتطوراتها. حيث تفترض نظرية "دوامة الصمت" أن الناس يخشون من العزلة الاجتماعية، مما يدفعهم إلى إخفاء آرائهم المخالفة لآراء الأغلبية. وتجادل الورقة البحثية بأن وسائل الإعلام الجديدة توفر بدائل للتعبير عن الرأي وتقلل من تأثير وسائل الإعلام التقليدية، مما يسمح للأقليات بكسر حاجز الصمت والتعبير عن آرائها بحرية أكبر. ولكن، تشير الورقة البحثية أيضًا إلى أن وسائل الإعلام الجديدة قد لا تؤثر على المناخ العام السائد في المجتمعات، وخصوصا العربية ومصر، مما يتطلب المزيد من الاختبارات لتأكيد فرضية "تحدي الصمت" في تلك المجتمعات.

وتُقدم الورقة البحثية نموذجًا جديدًا يُعرف باسم "SBS" (الصمت-كسر-الصمت) لشرح ديناميكية الرأي العام في ظل وجود وسائل الإعلام الجديدة، وهو من إعداد الباحثة، ويتضمن هذا النموذج ثلاثة مستويات:

المستوى الأول: يتم تشكيل آراء الأغلبية من خلال وسائل الإعلام التقليدية.

المستوى الثاني: يخشى الناس من العزلة الاجتماعية، مما يدفعهم إلى إخفاء آرائهم المخالفة.

المستوى الثالث: توفر وسائل الإعلام الجديدة بدائل للتعبير عن الرأي، مما يسمح للأقليات بكسر حاجز الصمت والتعبير عن آرائها بحرية أكبر.

كما يتم مناقشة التأثيرات المحتملة لوسائل الإعلام الجديدة على سلوكيات الجمهور، بما في ذلك، زيادة المشاركة في التعبير عن الرأي: قد تشجع وسائل الإعلام الجديدة الناس على المشاركة في التعبير عن آرائهم، حتى لو كانت مخالفة لآراء الأغلبية، وتغيير الاتجاهات الاجتماعية، قد تؤدي مشاركة الأقليات في التعبير عن آرائها إلى تغيير الاتجاهات الاجتماعية بمرور الوقت.