يتناول البحث النقود العربية في العصر العباسي وظهور عبارات دينية توضح ملامح الدعوة العباسية على المسكوكات في بلخ ومرو والري على يد أبو مسلم الخراساني، وذلك بعد أن اعتمدت الخلافة العباسية في أول الأمر على النظام النقدي الأموي. وقد قسم الباحثون النظام النقدي العباسي إلى أربعة مراحل؛ المرحلة الأولى وتمثل عصر ازدهار الخلافة العباسية، المرحلة الثانية عصر الموالي والأتراك، المرحلة الثالثة بنو بويه والسلاجقة، المرحلة الرابعة وتمثل عودة نفوذ الخلفاء العباسيين على المسكوكات العباسية.
وفي عصر الدولة العباسية قامت العديد من الدول المستقلة في غرب وشرق العالم الإسلامي وضرب حكام هذه الدول النقود وسجلوا عليها أسمائهم مع استمرار نقش اسم الخليفة العباسي عليها احترامًا لمكانته الدينية والسياسية في العالم الإسلامي. وكان تسجيل اسم الخليفة على هذه النقود له أهمية اقتصادية كبيرة لأنه يمنحها الشرعية اللازمة في التداول بين مختلف البلدان، وذلك حفاظًا على الرواج التجاري للنظام النقدي في ذلك الوقت. أما الدول التي استقلت تمامًا عن الخلافة العباسية، ولم تعترف بسلطان الخليفة العباسي عليها، فلم تسجل اسمه على نقودها مثل دولة الأدارسة في المغرب، والفاطميين في مصر، والأمويين في الأندلس.