كانت السمة البارزة لسلاطين دهلي، اهتمامهم بتقوية العلاقات بالدول العربيَّة والإسلاميَّة، ولا سيما الخلافة العباسيَّة، مع أنَّ ذلك كان في إطار الحصول على الشرعيَّة الدينيَّة والسياسيَّة فحسب، بالإضافة إلى السعي وراء تحسين السياسة الخارجيَّة. ويُعَدُّ السلطان إيلتتمش (المتوفى 633هـ/1236م) أول مَن أقام علاقاتٍ دبلوماسيَّة مع الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور المستنصر بالله بن الظاهر (المتوفى 639هـ/1242م)، وأمر بالدعاء له على المنابر في خُطب الجمعة والعيدينِ في دهلي؛ وعليه، أقرَّه الخليفة العباسيُّ سلطانًا على الهند، وأرسل إليه سِفارةً وورقةَ التفويض بالحُكم والخِلْعَة؛ وذلك في (24 ربيع الأول 626هـ/الموافق 19 فبراير عام 1229م). وبعد مرور مائة عام، تسلَّم السلطان محمد تغلق (المتوفى 752هـ/1351م) أيضًا ورقةَ التفويض بالحكم والخلعة التي أرسلها الخليفة العباسيُّ الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد بن المستكفي بالله (المتوفى 754هـ/1353م)، في مصر بواسطة مبعوثه "حاجي سعيد صرصري" في عام (744هـ/1343م). وقد تُبودلت السِّفاراتُ والهدايا بين الطرفين زمنَ خليفته وابن عمه السلطان فيروز شاه تغلق (المتوفى 790هـ/1388م).