تزايد الأهتمام بموضوع الصورة الذهنية وأهميتها بالنسبة للفرد أو المنظمة أو على مستوى الدول نظراً لما تقوم به هذه الصورة من دور هام في تكوين الآراء وإتخاذ القرارات وتشكيل السلوك ، وللصورة الذهنية دور كبير في تشكيل مدارك الإنسان ومعارفه ، فالصورة الذهنية تؤثر على إدراكنا لما يدور حولنا من التجارب الحاضرة ، كما تؤثر على توقعاتنا وإستنتاجاتنا عن الآخرين وعن التجارب المستقبلية .
وبالتالي يمكن التأكيد على أن للصورة الذهنية أهمية كبيرة في إبراز آرائنا وإتجاهاتنا وقيمنا وردود أفعالنا تجاه كل الفئات والأحداث وتدعيم هذا الشعور لدينا ولدى الآخرين ، وكما أن للصورة الذهنية دوراً بارزاً في حياة الإنسان فإنها تقوم أيضا بدور في غاية الأهمية في حياة الدول والشركات والمؤسسات والمهن ، الأمر الذي يبرر حرص هذه الأطراف كافة على أن تكون صورتها الذهنية لدى الآخرين إيجابية وتخدم أهدافها ومصالحها والسعي إلى إلزالة أي معالم أو جوانب سلبية موجودة في هذه الصورة أو قد تطرأ عليها .
تكتسب الصورة الذهنية تجاه مؤسسات الخدمة الإجتماعية أهمية خاصة من خلال تأثيرها في الآراء السائدة نحو الجوانب ذات العالقة بها ، حيث تقوم الصورة من خلال تأديتها لوظائفها النفسية والإجتماعية بدور رئيسي في تكوين الرأي العام وتوجيهه ، بإعتبارها مصدر آراء الناس ولإتجاهاتهم وسلوكهم .
وإنطلاقاً من العلاقة بين الصورة الذهنية وتكوين الرأي العام للمجتمع فإنه يتحتم على مهنة الخدمة الإجتماعية أن تهتم بدراسة الصورة السائدة عنها في مختلف طبقات المجتمع ، من أجل التمهيد لوضع الإستراتيجيات الكفيلة بإيجاد صور ذهنية إيجابية عن المهنة تكفل وجود رأي عام مناصر لقضاياها ، ومواقفها ودعمها بجميع أنواع الدعم في الظروف المختلفة