لما كان من المهم لأي مجال بحثي أن يأخذ خطوة للخلف وينظر إلى ما أنجزه من وقت لآخر حتى يتمكن الباحثون من أن يحصلوا على منظور أكثر شمولًا لهذا المجال البحثي ويدركوا ما إذا كان الوقت قد حان ليتأهبوا لمرحلة جديدة من التطور أم أنه لم يحن بعد، فإن هذه الدراسة تأتي لرصد وتحليل البحوث العربية والأجنبية التي تناولت توظيف الصور الصحفية أثناء الأزمات، وذلك لتحديد الموضوعات البحثية الفرعية التي أثارتها، والأطر الفكرية والنظرية الموجهة لتلك البحوث والمناهج التي طبقتها وأساليب وأدوات جمع البيانات التي اعتمدت عليها والعينات التي تناولتها بالدراسة وتحليل النتائج ومناقشتها في البحوث التي تعرضت لهذا المجال البحثي خلال الفترة من بداية عام 2015 وحتى منتصف عام 2020.
تسعى الدراسة لتحقيق الأهداف التالية:
رصد الاتجاهات البحثية في مجال توظيف الصور الصحفية أثناء الأزمات على المستتويين العربي والدولي من خلال تحليل اتجاهات هذه البحوث والوقوف على أهم النتائج التي أفرزتها.
التعرف على أهم الأطر المنهجية والنظرية التي استندت إليها الدراسات التي تناولت توظيف الصور الصحفية أثناء الأزمات ومدى ملاءمتها للإشكاليات المطروحة، والأهداف التي سعت هذه الدراسات إلى تحقيقها.
وأشارت نتاج الدراسة الى اتفاق الدراسات التي تناولت الأطر المصورة على أن إطار الصراع هو أكثر الأطر بروزًا، وأن الأطر المصورة يتم توظيفها بالشكل الذي تعبر به عنه السياسة الإعلامية لكل منفذ إعلامي.
توظيف الصور الصحفية في أزمة اللاجئين:
تبين من النتائج أن وسائل الإعلام تميل لتمثيل اللاجئين إما كتهديد أو ضحايا، وأن النظر إلى أطر تصوير اللاجئين في كل مجتمع يرجع إلى السياقات المختلفة لهذا المجتمع، ففي دراسة (Šaric, 2019) لم يتم تصوير اللاجئين كتهديد، نظرًا للوضع الخاص لكرواتيا باعتبارها "بلد عبور" فقط وليس وجهة نهائية، إضافة إلى أنهم في كرواتيا كانوا لاجئين في التسعينات مما جعلهم يصورون اللاجئين بشكل مختلف عن غيرهم من الألمان مثلا أو الفرنسيين، مقابل دراسة (Javier J. Amores et al., 2019) أظهرت نتائجها أن وسائل الإعلام في المناطق الواقعة تحت ضغط أكبر من موجة الهجرة تتبنى معاملة أكثر انحيازًا للأزمة، مع اهتمام واضح بإظهار الللاجئين كضحايا بنسبة أقل، وكعبء أو تهديد للثقافات والمجتمعات الغربية بنسبة أكبر.