لقد حظيت قضية الحفاظ على البيئة و حسن استغلال  مواردها على رأس أولويات الاهتمام على المستويين المحلي و الدولي ، و ذلك بسبب الآثار السلبية التي خلفها عصر الثورة الصناعية و الفترة التي تلتها ، و التي امتد أثرها على الفكر المعماري بوجه عام و من ثم على تصميم المسكن المعاصر بوجه خاص ، و لعلنا ندرك حاجتنا الملحة إلى  إعادة النظر في تصميم البيئة الداخلية التي نعيش فيها من حيث الشكل و المضمون - و مدى تأثرها بالفكر الغربي - فالمتأمل في التصميمات المعمارية المعاصرة للمسكن يدرك أنها لا تتلاءم مع بيئتنا بالإضافة إلى عدم توافقها مع عاداتنا و تقاليدنا و لا تحقق القيم التي ينادي بها ديننا . ومن خلال إعادة النظر إلى العمارة الإسلامية والمفاهيم التي قامت عليها والنابعة من الفكر الإسلامي الصحيح (الذي يسعى إلى راحة الإنسان وإسعاده ويحترم خصوصية الفرد بجانب الحفاظ على البيئة وحسن استغلال مواردها) …
وبإمعان النظر إلى ما قدمته العمارة الإسلامية منذ مئات السنين نجدها قد قدمت حلولا معيشية متوائمة بيئيا، وتلبي احتياجات الإنسان لذا نجدها قد حققت مفهوم العمارة المستدامة في أبهى صورها..  
ويلقي هذا البحث الضوء على بعض الحلول التصميمية والمعالجات للفراغ الداخلي نابعة من الفكر الإسلامي من خلال إعادة صياغة مفردات العمارة الإسلامية بما يتفق مع تطور أساليب الحياة المعاصرة وظهور التقنيات الحديثة في العمارة الداخلية ولكن بشكل ومضمون يتواءم مع بيئتنا.