تناول المقال فن التصميم الجرافيكي من حيث مفهومه وتجلياته كلغة بصرية تعبر عن الشخصية، والأفكار، والمفاهيم والقيم، التي تسعى إلى خلق وتحرير وترتيب وتوظيف العناصر البصرية والنصية والمرئية، في إيصال رسالة أو نقل معلومة معينة بطريقة جذابة وفعالة، حيث يعتبر حينها عنصرا من العناصر التواصلية الفعالة، التي تقوم بدور الوسيلة الإعلامية الموازية للحملات الاشهارية الأخرى، التي تبث عبر الوسائط المتعددة، على الرغم من أنه يتميز عنها بكونه يتيح إمكانية تسجيله من لدن المتخيل، مما  يجعل منه وسيلة جماهيرية تحقق مجموعة من الوظائف كالإعلام والدعاية والاشهار والإبداع وغيرها من الوظائف، ودلك بشكل يخلق منه دعامة اتصالية قوية تساهم في التأثير على المتلقي، وجعله أكثر تحفزا وإقبالا على الشراء والاستهلاك. وهذا ما جعله أداة تواصل حديثة تستخدم في العديد من المجالات، مثل: التصميم الإعلاني، والصحافة والنشر، والتصميم الصناعي، وتصميم الويب، والتصميم المتحرك، والعديد من الميادين الأخرى.
كما حاول المقال تسليط الضوء على آليات إنتاجه، وأبعاده التواصلية التي تعمل من أجل تعزيز الاتصال بين المرسل والمتلقي على أساس أن يكون له تأثير كبير في الاستجابة والتفاعل مع العناصر التصميمية، وذلك انطلاقا مما أصبحنا نعيشه من تحديات في عالم التواصل البصري، في اضطرار التفاعل معه واستهلاكه، كل منا حسب منطلقاته ومستويات فهمه وإدراكه للمشهد الإعلاني، الذي تقوده أطر معرفية وثقافية واجتماعية سيكولوجية مختلفة، وذلك بعد ما أن أصبح التصميم الجرافيكي اليوم مؤطر بشكل فني وتقني وصناعي بغية تسخيره للتأثير في المتلقي. وهذا ناشئ على أن فن التصميم الجرافيكي يوظف خلال انتاجه مجموعة من الدوال والعلامات المتعددة والمتباينة التي يتداخل فيها ما هو أيقوني بما هو تشكيلي ولغوي، الشيء الذي من خلاله حاول هذا المقال الوقوف على مظاهر هذا التعدد والتباين، لإزالة كل مظاهر الغموض أو الالتباس التي يمكن أن تخل المعنى المقصود او بالدلالة المستهدفة. ويعني هذا أن الطبيعة الإشكالية لفن التصميم الجرافيكي تكمن في كونه من الوظائف الإشهارية الغنية بمضامينها ودلالاتها، وذلك بموجب مكوناته الفنية وعناصره التقنية الإبداعية التي تشد إليها المتلقي وتجعله يتفاعل معها