شهدت الموسيقى في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بعض التجديدات لنقد الرومانتيكية والبحث عن أسس ومفاهيم موسيقية جديدة تلائم روح العصر الحديث ، وذلك لان قواعـد الموسيقي وعناصرها التقليدية قـد استهلكت واستنفذ الموسيقيون والمبدعون كل إمكانيات تطويرها وتنميتها ولم يعد في الإمكان مواصلة التأليف بنفس الأساليب والأسس الرومانتيكية مما أدى إلى محاولة إعادة تنظيم المادة الموسيقية تنظيماً جديداً، حيث تناسب الأسس والمفاهيم الجديدة حيث تطـور النظام التونالي التقليدي الذي يعتمد على السلالم الكبيرة والصغيرة حتى وصل إلى اللاتونالية ثم إلى الدوديكافونية ولم تنبثق فجأة موسيقى القرن العشرين وإنما تمتد جذورها إلى مؤلفات الرومانتيكيين خاصتا أعمال فاجنر الذي استخدم الرومانتيكية بغزارة وأضاف للتونالية لون جديد، كما قام المؤلف كلـود ديبوسي البحث عن طرق فنية جديدة تحرره من إسلوب موسيقى ريتشارد فاجنر وقد وجد طريقه من خلال أعمال المواطنين الانطباعيين (التأثيريين). ، ونتج عنه اتباع عدد من المؤلفين لهذا الأسلوب أمثال بول دوكا ( 1865- 1935) الذي اشتهر "بأوبرا آريان ذو اللحية الزرقاء" ، و موريس رافيل Ravel (1875 - 1937) الذي اشتهر برباعيته الشذرات والمؤلف الموسيقي جان سيبليوس Jean Sibelius (1865- 1957) الذي قام بتأليف مجموعة من الأعمال الموسيقية متأثرا بموسيقى العصر الحديث والذي يتميز بأسلوب خاص، وكتب العديد من المقطوعات كما ساهم في إثراء الكثير من العروض المسرحية من خلال موسيقاه وعلى الرغم من ذلك لم تحصل مؤلفاته على الاهتمام من قبل الدارسين خاصتا الدراسات العربية لذلك رأى الباحث أن يقوم بإجراء دراسة تحليلية لمؤلفة الارتجالات لتفهم أسلوب جان سيبليوس في صياغة تلك المؤلفة والتوصل إلى الخصائص الفنية من خلال التحليل لإثراء مقررات تحليل الموسيقى العالمية،