الفخار هو فن الإنسانية الأول يجمعنا في علاقة وثيقة مع الطبيعة الأرض والماء والهواء والنار وترتبط منتجات الفخار بالتراث التاريخي والثقافي للمجتمع فتجسد الجوانب الاجتماعية والنفسية ومستخدميها.
ففن الفخار من الفنون التراثية التي تجسد الجوانب الاجتماعية والنفسية لصانعه وهو يرتبط إرتباطاً وثيقاً بالبيئة ولهذا الفن نظمه التقليدية وموروثاته التي تتناولها الأجيال ورموزه الاجتماعية الدالة على أصالته واستمراريته.
" فقد عاصرت صناعة الفخار الإنسان عصراً بعد عصر , وقد شاركه الإناء في حياته , فنما معه وتطور , حيث تنوعت أغراضه , واختلفت أحجامه , ثم بقى بجواره بعد مماته "([1]).
" إن الفن الشعبي هو الإطار الشامل الكبير الذي يضم الفخار ضمن جوانبه كنتاج من حصيلته الفنية ولقد اتفق الباحثون والنقاد والفنانون وعلماء الأجتماع والأجناس وعلماء الآثار وعلماء الدين وغيرهم على أن الفن الشعبي فن له أصالة نوعية مميزة يتسم بالصفة الأبتكارية وهو في الوقت نفسه ملئ بالرموز ومرتبط بالتاريخ والأسطورة وهو سريع مباشر وقريب من الحياة والمجتمع منطلق غاية الأنطلاق معبر أبلغ التعبير وانعكاس صادق لحس الفنان الشعبي تجاه الحياة والبيئة والوجود من حوله "([2]).
والمشاهد بالفنون الشعبية قديمة كانت أو حديثة فإنها تنقل لنا ملامح من تقاليد وعادات متناهية في القدم إضافة أن هذه الفنون تسد حاجة المجتمع الشعبي في الأدوات المنزلية والملبس والأدوات الزراعية وغيرها مستغلاً خامات البيئة بأبسط الطرق وأيسرها..
" وقد ارتبط الفخار بالحياة اليومية والزواج والإنجاب والحمل والوضع واحتفالية الميلاد(السبوع) , وحتى طقوس الموت شاركت المنتجات الفخارية فيها , وذلك في الحوش والقبر والجبانة , كما أسهم الفخار بالنفع والضرر بارتباطه بالسحر وكتابة العمل على جسمه الطيني.