ترتبط العمارة وفن النحت بعلاقة مباشرة من خلال تجسيدها للاشكال التي تتخذ اشكالاً تجريدية ذات دلالات مكانيه متعددة بأسلوب تعبيري , مما ساعد في ظهور العمارة النحتية في الفترة الحديثة من خلال صياغة اشكال نحتيه علي مسطحاتها او من خلال تغير الخطوط والمساحات الخارجية لها , كمحاولة لتحقيق البهجة واضافة المتعة البصرية , ومع كمية التطورات التكنولوجية والحضارية الهائلة بدأنا نشاهد العديد من اشكال وافكار معمارية غاية في الجمال والابداع حيث نجدها, وكانها قطعه نحتية تجريدية , مما ساهم في استحداث اتجاهات للنحت المعاصر والعمارة المعاصرة للتوصل الى اليات مشتركة تعتمد في انتاج عمارة نحتية معاصرة.
ولان من الاساس العمارة تُبني علي شخصية هندسية يتحقق من خلالها ما ينشده المعماري من ثبات واستقرار الكتلة كقيمة ثابتة لا يقوم البناء الا من خلالها , ومن المسلم به ايضاً أن اي تكوين معماري أو نحتي يجب أن يبني علي مجموعة من القواعد والأسس اساسها الاتزان , فمن غير الطبيعي أن نشاهد بناء غير متزن لأنه قد يؤثر بشكلاً ما أو بأخر علي حياة هذا البناء وسلامة قاطنيه , وكذلك حركة الخطوط عندما تخترق المساحات الفارغة الموجوده في مسطحات البناء فكل ذلك تحرير لكتلة البناء من الرتابة والملل , وبالمثل التكرار والنسب والتناسب والاستمرارية كقيم تشكيلية له تاثيرها المباشر وغير المباشر علي كتلة العمل ,وعند تطبيق تلك القيم بنفس شخصيتها الهندسية يمكننا بالفعل ابداع العديد من التكوينات النحتية في ثوب في غاية الجمال والابداع .