هدفت الدراسة الحالية لتقديم رؤية معمقة لديناميات الجنوح الكامن بين المراهقين بأبعاده المختلفة والذي يعد من المواضيع المهمة في علم النفس الجنائي ومدى تأثير المساندة الوالدية من الأب والأم في الحد من مستوى الجنوح الكامن. وقد تكونت عينة الدراسة من (321) من المراهقين من الجنسين تتراواح أعمارهم بين 13-17 سنة في المرحلتين المتوسطة والثانوية من مناطق مختلقة في المملكة العربية السعودية. تمثلت أدوات الدراسة في مقياس (الجنوح الكامن) من إعداد د. آمال عبد السميع (2019) ومقياس (المساندة الوالدية) من إعداد د.آماني عبد المقصود (2015). أسفرت النتائج عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في كل أبعاد الجنوح الكامن. كما تبين أن المراحل الدراسية لها دور في تحديد مستويات الجنوح، حيث أظهر الطلاب في المرحلة المتوسطة مستويات أعلى من الجنوح الكامن مقارنة بالطلاب في المرحلة الثانوية. كذلك أظهرت النتائج أن نسبة كبيرة من العينة تقع ضمن فئة الجنوح الكامن المتوسط مع وجود نسب متفاوتة ضمن فئة الجنوح الكامن المرتفع والمنخفض. وكشفت الدراسة عن عدم وجود اختلاف في مستوى المساندة الوالدية المقدمة من الأب والأم للأبناء على اختلاف جنسهم. كما أشارت النتائج عن  الدور الحاسم الذي تلعبه المساندة الوالدية، خاصة العلاقات الحميمة، في تقليل مستويات الجنوح الكامن. ومن هنا تنبثق الحاجة لمقاربات مستهدفة تأخذ بعين الاعتبار الجنس والمرحلة الدراسية مع التأكيد على أهمية العلاقات الحميمة بين الآباء والأبناء مع تعزيز التعاون بين الأسر، والمؤسسات التعليمية، والمجتمعات المحلية والتي قد تكون مفتاحًا للتقليل من هذه السلوكيات الجانحة الكامنة بالتظافر مع البحوث التي تدعم تطوير برامج تعليمية وتدخلية تستهدف تحسين جودة هذه العلاقات كجزء من استراتيجيات الوقاية والتدخل لمعالجة الجنوح الكامن بين المراهقين قبل أن يتحول لسلوكيات تهدد أمن الفرد والمجتمع.