الأطفال هم حصاد المستقبل والجيل الواعد الذي يبني الوطن على أكتافه، فبمقدار ما تبني من شخصية الطفل تبني قوة الوطن، فبناء الطفل هو الغرس الذي ينبغي أن ترعاه وتسقيه علمًا ومعرفةً وثقافةً حتى نحصد هذا الغرس ونلقى مردوده في بناء مستقبل الوطن.
وعليه فإن مرحلة الطفولة من أهم المراحل العمرية الخطيرة في حياة الإنسان وتكمن أهميتها في ضرورة التنشئة الجسمية والاجتماعية الصحيحة، ويستوي بذلك الجانبان، وإذا أردنا التنشئة الصحيحة بجانبيها الجسمي والأخلاقي، ينبغي ألا نهتم بجانب دون الآخر، فالجانب الأخلاقي لا يقل أهمية عن الجانب النفسي، والاهتمام بتنمية وغرس القيم الاجتماعية والأخلاقية في نفوس الأطفال يفرز كبارًا مسئولين أصحاء نفسيًا واجتماعيًا، وهذا يقودنا إلى محور هام من محاور التربية ألا وهى قصص وحكايات الأطفال باعتبارها من أكثر وسائل التربية تأثيرا على شخصية الأطفال في جميع الجوانب الجسمية والعقلية والانفعالية والجمالية وغيرها من جوانب الشخصية.
القصة من أقدر الأساليب الأدبية والتربوية التعليمية التي تعمل على تنمية الفضائل في النفس، فهي السبيل للدخول إلى عالم الطفل ويبقى أثرها في نفسه ووجدانه، فالطفل يستمع للقصة بكل حماس وشغف، فهي مصدر للمتعة والتسلية والتربية، فيقضي وقتًا ممتعًا في سماعها ومتابعة أحداثها، وبذلك فإن للقصة أثر بالغ في حياة الطفل وتربيته، وكما يرى (نجيب الكيلاني، 1411، 54) فالقصة ذات أثر بالغ في التربية والتنشئة، والقصة الناجحة تزود الطفل بمختلف الخبرات الثقافية والوجدانية والنفسية والسلوكية.
ولا يخفى علينا دور القصة وأهميتها في تلبية حاجات الأطفال المختلفة، من حاجة إلى التوجيه والحب والحاجة إلى النجاح والحاجة إلى الاستقلال، والحاجة إلى التقدير الاجتماعي،
وعليه فإن إستراتيجية القصة من الإستراتيجيات التدريسية المناسبة لتعليم وتعلم أطفال مرحلة ماقبل المدرسة.