إن المعلقات التي نظمت بين أيدي فحول الشعراء هي أحسن تمثيلا في الجاهلية، هي طالما تجذب عيون العلماء في الاهتمام والبحث، مهما كانت التسمية والعدد والرواية والجمع والشرح والترجمة، فلها المكانة البارزة في الأدب العالمي. أما القوافى فمن الإيقاع الخارجي في موسيقى الشعر، كما ذكر إبراهيم أنيس بأن القافية "ليست إلا عدة أصوات تتكرر في أواخر الأشطر أو الأبيات من القصيدة، وتكررها هذا يكون جزءا مهما من الموسيقى الشعرية"⁽¹⁾، لذلك دراسة القافية لابد من البحث في حروفها وأسمائها وحركاتها، فحروف الروي في المعلقات السبع تشتمل على خمسة أحرف أي الميم والنون والدال والهمزة واللام، أما الحركات فتشتمل على الكسرة والضمة والفتحة. يتناول هذا البحث القوافي في المعلقات السبع دراسة وصفية تحليلية، فيهدف إلى توضيح دور القوافي في تأدية معاني الأبيات وقيمتها الفنية في إبراز الغرض وتشكيل الصورة، كذلك يتبع البحث بالمنهج الوصفي التحليلي في الدراسة الموضوعية، ويحدد البحث في دراسة قوافي في المعلقات لشعراء السبع هم: امرؤ القيس وطرفة بن العبد وزهير بن أبي سلمى ولبيد بن ربيعة وعنترة بن شداد والحارث بن حلزة وعمرو بن كلثوم، وقد وجد البحث بأن القوافي الشعرية لها علاقة وثيقة بمعاني الأبيات وأغراض الشعراء، فشعراء المعلقات اختاروا القوافي التي تناسب أغراضهم وأفكارهم لإبراز عواطفهم، حتى تأسر القلوب وتجذب النفوس. ينقسم البحث إلى خمسة مباحث كما يلي: المبحث الأول: مفهوم القافية وعلاقتها بمعاني الشعر. المبحث الثاني: قافية اللام المكسورة في معلقة امرئ القيس. المبحث الثالث: قافية الدال المكسورة في معلقة طرفة بن العبد. المبحث الرابع: قافية الميم في معلقتي زهير بن أبي سلمى و عنترة بن شداد. المبحث الخامس: قافية الهمزة المضمومة في معلقة الحارث بن حلزة. المبحث السادس: قافية النون المفتوحة في معلقة عمرو بن كلثوم. اختار الباحث النماذج الشعرية من المعلقات السبع بالتحليل، ثم عرض قيمتها الفنية في تشكيل الصورة، وعلاقة القوافي بمعاني الأبيات وتوضيح الأغراض.