الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
                                           أما بعد
      فإن البحث يتناول الحديث عن نقد كتاب إمام من الأئمة ‌ومفكر ‌من ‌المفكرين الذين أفنوا أعمارهم في فهم آيات ‌القرآن ‌الكريم، والسنة النبوية، ونشر الدين وبيانه باللسان والأدلة الصحيحة، والرد على الملحدين؛ نصرة للدين، وقد أثْرَى المكتبة الإسلامية بصنوف من المصنفات الممتعة، أسأل الله أن يثيبه عليها، وينفعنا بها، وإن من تلك المصنفات النافعة التي قلَّ نظيرها كتاب: (المرأة بين شريعة الإسلام والحضارة الغربية).
        والحديث عن المفكر الإسلامي وحيد الدين خان (1925م- 2021م) مفكر مسلم هندي معاصر، لديه فكرة بارزة، يجمع بين السلفية السليمة، وفلسفة العلم، ويحاول الجمع بين الأساليب الإسلامية والأساليب العلمية والفلسفية، وقد استخدم هذه الطريقة لمقابلة الملحدين وغير المتدينين بالحجج التي لا تقبل الجدل في كثير من كتبه وفي العديد من أعماله، اشتهر بالجمع بين البساطة والعمق الملائم، وفي سنواته الأولى تأثر بشدة أبو الأعلى المودودي، وأبو حسن الندوي، ثم اختلف فيما بعد وكتب في كثير من مؤلفاته، يعارض فكر المودودي علمياً وفكرياً.
       وتستند دعوته إلى محاربة العنف، واستخدام الأساليب العلمية في الدعوة وربما عرف الكثير من القراء العرب وحيد الدين خان؛ لكن للأسف وبسبب التأخير في ترجمة أعماله إلى اللغة العربية، فإنه لا يزال على مستوى المعرفة المنهجية ضعيف، وأي باحث يتناول فكر الإمام وحيد الدين خان سيجد قبله صفة فريدة من نوعها للفكر الإسلامي الإيجابي، إنه مفكر عظيم، يحل المشاكل الأيديولوجية الأكثر تعقيدًا بطرق علمية رائعة.
      ومن منطلق ذلك، وبعد النظر في مجموع مادة الكتاب، ودراستها، أحاول في هذه الدراسة والتي جاءت بعنوان: كتاب وحيد الدين خان (المرأة بين شريعة الإسلام، والحضارة الغربية) دراسة نقدية.