هدف البحث لبيان أثر مبدأ الإلزام في الاستدلال على وجود الله تعالى عند الإمام فخر الدين الرازي، وقد ظهر أن الإمام فخر الدين الرازي استطاع توظيف العلوم المختلفة لخدمة كتاب الله تعالى ومعالجة بعض الأدلة لتقويتها والربط عليها من خلال المنهج الإلزامي، وهو ما جعل للإمام الرازي مكانة كبيرة في الفكر الإسلامي، حيث لاقت أفكاره قبولاً لدى من جاء بعده، فانتشرت مصنفاته، وتلقفها العلماء، وحرصوا على مدارستها، كما ظهر تميز الإمام فخر الدين الرازي في مبدأ الإلزام، وذلك بتناول الاحتمالات الممكنة في مسألة حدوث العالم، والتي لم يتطرق إليها أحد قبله، ثم تنوع طرق الاستدلال، وعرض الشبه ومناقشتها، وهو ما وقع منه الاستفادة وحصل معه التحصيل، حيث استطاع الإمام توظيف مبدأ الإلزام بطريقة عقلية مستمدة من نصوص الشريعة الإسلامية لدحض أي شبهة تشكك في وجوده جلّ علاه، وقد خرج البحث بمجموعة من التوصيات منها ضرورة العمل على نشر الفكر الإسلامي الوسطي للإمام الرازي في المجتمعات الإسلامية عامة، وجمهورية مصر العربية خاصة؛ لمواجهة الفكر المتطرف الدخيل على الإسلام، وذلك من خلال وسائل الإعلام، خاصة وسائل التواصل الاجتماعي، والفضائيات المصرية. وضرورة إقامة نقاشات علمية دورية يكون هدفها دراسة منهج الإمام فخر الدين الرازي وقراءة مصنفاته، ليستفيد الباحثون من أستاذة الأقسام المختصين، وبالتالي يحدث تأثرًا معاصرًا بأفكار الإمام فخر الدين الرازي، فتنهض الأمة  علميًا وفكريًا، أضف إلى ذلك توظيف منهجية الإمام فخر الدين الرازي في تجديد الخطاب الديني، فالإمام استخدم كل المناهج المتاحة في مخاطبة الجمهور، فصنف (المسائل الخمسون، والإشارة، والمعالم، ...وغيرها) بأسلوبٍ سهل يفهمه العامة، ثمّ صنف (الأربعين، ونهاية العقول، والمطالب العالية...وغيرها) للخاصة والباحثين.