هدفت هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على قضية الصلة بين القراءات القرآنية وعموم الدلالة وخصوصها بصفة خاصة. حيث ركزت على أثر هذه القراءات في تضييق الدلالة أو توسيعها. انطلاقًا من فرضية مؤداها أن اختلاف هذه القراءات له صلة واضحة باختلاف الدلالة.
وتوجهت الدراسة إلى بيان نماذج متعددة من آيات القرآن الكريم أدى الاختلاف في قراءتها على المستوى الصوتي إلى تعميمٍ للدلالة وتخصيصٍ لها، معتمدة على المنهج الوصفي التحليلي، إذ أذكر الآية القرآنية التي تعددت القراءات في أحد ألفاظها، ثم أبين القراءات الواردة فيها، وأوضح المعنى اللغوي للقراءات، وأجتهد في تفسير الآية تفسيرًا مجملًا، لأبين أثر القراءات في دلالتي العموم والخصوص. مؤكدةً عقب كل نموذج أن الاختلاف الواقع في القراءات القرآنية إنما هو اختلاف تنوعٍ لا اختلاف تضاد.
ثم انتهت الدراسة إلى بيان النتائج التي خلصت إليها ومن أبرزها أن تعدد القراءات للآية الواحدة حتمًا يؤدي إلى اختلافٍ للدلالة ضيقًا واتساعًا، وهذا لا شك يثري معناها ويغني مضمونها.
لنخلص في النهاية إلى القرآن الكريم كتابٌ لا تنقضي عجائبه ولا نلبث أن نظن أننا استوفينا أوجه إعجازه حتى نكتشف أوجه إعجاز أخرى بين طيات حروفه و تغاير حركاته. فصدق الله العظيم حين قال: ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [الإسراء: 88].