يحظى التعليم الجامعي بالمزيد من الاهتمام في كثير من الدول؛ وذلك لدوره الفعال في مجال التنمية البشرية والاجتماعية، ولكي يتمكن طلاب الجامعة من بناء شخصيتهم بطريقة سليمة؛ فإنه من المهم تحديد احتياجاتهم التي تكفل لهم الإحساس بالطمأنينة الانفعالية مما يؤدي إلى تحسين الجوانب المعرفية والعقلية والانفعالية لديهم، والتصرف بشكل أفضل نحو مشكلاتهم التي يواجهونها. وتٌعد الطمأنينة الانفعالية Emotional Security من المتغيرات المهمة والتي نالت اهتمام العديد من الباحثين في مجال علم النفس الإيجابي؛ حيث إنها تٌعد من أبرز المقومات الأساسية لكل من الفرد والمجتمع ككل، والتي يحتاج إليها الفرد كي يتمتع بشخصية إيجابية ومتزنة. وتكمن الأهمية النظرية للبحث الحالي في النقاط الآتية: أهمية الاهتمام بالطالب الجامعي باعتباره محورًا رئيسًا في العملية التعليمية،  والتي تتطلب منه تمتعه بالعديد من المتغيرات النفسية التي قد تسهم في شعوره بالطمأنينة الانفعالية. يُعد متغير الطمأنينة الانفعالية من المتغيرات الحديثة نسبيًا والتي لم تحظ باهتمام الباحثين، وتوضيح أبعاده وعلاقته بغيره من المتغيرات النفسية.الحاجة المُلحة إلى مزيد من البحوث لفهم طبيعة متغير الطمأنينة الانفعالية لدى طلاب الجامعة، وإلقاء الضوء على مختلف العوامل والمتغيرات المساعدة والأكثر إسهامًا في تطوره وتحقيقه، وذلك نتيجة محدودية وندرة دراسة هذا المفهوم في المجال الأكاديمي. وهدف البحث إلى الكشف عن العلاقة بين الذكاء الروحي والطمأنينة الانفعالية لدى طلاب جامعة الأزهر، وتوضيح مدى إمكانية التنبؤ بالطمأنينة الانفعالية من الذكاء الروحي لدى طلاب جامعة الأزهر، وتكونت عينة البحث من 854 طالبًا وطالبة بمتوسط عُمري 20.16 عامًا، وانحراف معياري 0.876، تم اختيارهم عشوائيًا من كليتي التربية والدراسات الإنسانية بتفهنا الأشراف بالدقهلية، طُبق عليهم مقياس الطمأنينة الانفعالية ومقياس الذكاء الروحي، وتم استخدام المنهج الوصفي الارتباطي، وبتحليل البيانات باستخدام معامل ارتباط بيرسون وتحليل الانحدار الخطي البسيط، أظهرت نتائج البحث وجود علاقة موجبة بين الذكاء الروحي والطمأنينة الانفعالية، كما أظهرت النتائج إمكانية التنبؤ بدرجة الطمأنينة الانفعالية بمعلومية الذكاء الروحي لدى طلاب جامعة الأزهر.