يعد تخصص أصول التربية مكوناً أصيلاً وهاماً من مكونات كليات التربية والتي يبلغ عددها نحو (31) كلية تربية عام وأزهري وخاص و(24) قسماً للعلوم التربوية والنفسية بكليات التربية النوعية والتعليم الصناعي والدراسات الإنسانية والاقتصاد المنزلي، حيث تعد أقسام أصول التربية من الأقسام الأساسية والداعمة في عملية إعداد المعلم وتأهيله، وتستهدف هذه الدراسة  تقديم رؤية لتطوير أقسام أصول التربية بالجامعات المصرية لمواجهة التحديات التي تواجها في ظل الظروف التي تمر بها الساحة التربوية. واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي في تحقيق أهدافها البحثية، وفي إطار هذا المنهج استخدمت أسلوب التحليل الرباعي البيئي (SWOT) للكشف عن الفرص والتحديات ونقاط القوة والضعف التي تعاني منها أقسام أصول التربية بالجامعات المصرية، كما استخدمت الدراسة اسلوب السيناريوهات المستقبلية المحتملة من أجل التعاطي معها. وذلك بالاستفادة من نقاط القوة التي تمتلكها أقسام أصول التربية والتي من بينها امتلاك تلك الأقسام للكفايات العلمية والخبرات العملية في مجال الجودة التعليمية وتوظيف مقررات أصول التربية بما يخدم المجتمع المصري. ومعالجة نقاط الضعف والتي تتمثل في أن أقسام أصول التربية لايوجد لها برنامج تعليمي مستقل في المرحلة الجامعية ولا تمنح شهادة مستقلة قبل مرحلة الدبلوم الخاص وحتى هذه الشهادة غير مؤهلة للعمل حيث لايوجد لها مسمى وظيفي في سوق العمل، ونظر التيارات الحداثية إلى أقسام أصول التربية على أنها تمثل الجمود والمحافظة لاهتمامها بالتراث التربوي وتأصيله، واهتمامها بالتنظير وندرة الجوانب التطبيقية في مقرراتها مما قلل من أهميتها التربوية، والتصدي للتهديدات الخارجية والمتمثلة في محاربة الاتجاهات الأصولية من قبل النظم السياسية القائمة، وإخضاع التعليم الجامعي لمنطق السوق الرأسمالي والاهتمام بالتعليم التطبيقي المرتبط بسوق العمل، واغتنام الفرص السانحة في مسايرة توجهات الدولة المصرية ومساندتها في إقامة الجمهورية الجديدة باستحداث مسارات علمية تسهم في تحقيق رؤية مصر 2030.