تُعد الطاقة النووية سلاحاً يحمل فى طياته وجهين متناقضين ؛ وجه يحمل تلك الطاقة المدمرة التى تقطع سُبل الحياة وتدمر ما عانى الإنسان من أجله بناءاً وتطويراً، و وجه آخر تُستخدم فى إطاره تلك الطاقة فى الأغراض السلمية, حيث تسعى الدول إلى امتلاكها والاستفادة من إمكاناتها الهائلة التى أودعها الله سبحانه وتعالى من أجل تسخيرها خدمةً للبشرية.

ويشهد العالم اليوم تصعيداً متزايداً للأنشطة الإرهابية والتخريبية التى تطال مناطق عديدة من العالم؛ لذا تنتاب المجتمع الدولى هواجس من استخدام المواد النووية بصورة مباشرة أو غير مباشرة لتهديد السلم والأمن الدوليين، ومن هنا برز على الساحة العلمية الأمنية دور الأمن النووى الذى يُعنى بالوقاية والكشف واتخاذ الاجراءات المناسبة حيال الاستخدام غير المشروع والإجرامى للمواد النووية أو أية مادة مشعة أخرى أو المرافق التى تتعلق بها.

ولا يمكن فى ظل الوضع العالمى الراهن استبعاد احتمال استخدام المواد النووية فى أغراض إجرامية أو استخدامها عمداً بطريقة عير مأذون بها، ولقد استجابت الدول لهذا الخطر بأن قطعت على نفسها التزاماً جماعياً بتعزيز حماية هذه المواد و مراقبتها والتصدّى بفعالية لأحداث الأمن النووي.