الهجرة بصفة عامة ظاهرة من الظواهر القديمة بالمجتمعات المختلفة تعتمد في أساسها على العنصر البشرى، ولها الفضل في بناء الكثير من الدول والمجتمعات في عالمنا هذا، كما أن لها دورا محوريا هاما في دعم الإثراء الحضاري والتواصل الاجتماعي والثقافي بين كافة الحضارات والمجتمعات، إضافة إلى إسهامها وبشكل مؤثر في الجوانب السياسية والاقتصادية في كافة المجتمعات بمختلف طوائفها وأعراقها وجنسياتها... كما سيرد ذكره في هذا البحث. وقد اهتمت أعداد كثيرة من الدول خاصة في الحقبة التاريخية السابقة (۱) بدراسة مسألة الهجرة عامة وأسبابها وتداعياتها المختلفة على أراضيها، وشددت في ذات الوقت الاهتمام بدراسة الهجرة غير المشروعة نظرا لما أفرزته ظاهرة العولمة من إذابة الحواجز بين الدول.... مع الوضع في الاعتبار أن كل دولة لها مطلق السيادة والحرية في التصرف والتعامل مع كافة الموجودين على أراضيها... مراعية في ذلك الاتفاقيات والمواثيق المختلفة والمرتبطة بحقوق الإنسان، لاسيما حقه في التنقل الأمن بين بلاد العالم المختلفة، وكذلك المواثيق والقوانين المنظمة لإقامة الأفراد الوافدين على أراضي تلك الدولة.